Fri, 27th Dec, 2024 /
25 Jumādā al-ʾĀkhirah, 1446
الجمعة ٢٧ , ديسمبر , ٢٠٢٤ / 25 جُمَادَىٰ ٱلْآخِرَة , 1446

معروف الكرخي

من أكابر القوم العارفين، السالك طريق سيد المرسلين، الزاهد، خليفة القطب داود الطائي المعروف وبَرَكَةُ العَصْرِ، مَعْرُوْفٌ الكَرْخِيُّ أَبُو مَحْفُوْظٍ البَغْدَادِيُّ.

مولده وإسلامه

ورد فى تاريخ اليمن ما نصه:

فمعروف، هو أبو محفوظ معروف بن فيروز الكرخي، نسبة إلى قرية على باب بغداد يعرف بالكَرْخ، هو من موالي علي بن موسى الرضا، كان أبواه على غير دين الإسلام، فلما أسلم معروف على يدي الإمام علي بن موسى الرضا وجاءهما سألاه على أيّ دين أنت؟ فقال: على الدين الحنيفي، فتابعاه على ذلك.

مناقبه

قال القشيري في رسالته: كان من المشايخ الكبار مستجاب الدعاء يستسقى بقبره، يقول البغداديون فيه: معروف ترياق مجرب، ولم يزل في خدمة مولاه علي بن موسى، وهو أستاذ سري السقطي، فقال له يوماً: إذا كانت لك إلى الله حاجة فاقسم عليه بي، توفى سنة مائتين وقيل إحدى ومائتين.ا هـ

من مواعظه وحكمه البليغة

كان رضي الله عنه سيدًا من السادات الأجلاء، وشيخًا عظيمًا مبجلًا، وكان كلامُه حِكَمًا وعبرًا، كلامه في الزهد والتصوف أخذ بالقلوب، وأثرت مواعظه في أفئدة الرجال، ترى في كلامه عباراتِ إنسان عاقل فطن أخذته الشفقة على الخلق.

فمِن ذلك ما روي عن إبراهيم الأطروش قال: كان معروف قاعدًا على دجلة ببغداد إذ مرّ بنا أحداث في زورق يضربون الملاهي ويشربون، فقال له أصحابه: أما ترى أن هؤلاء في هذا الماء يعصون الله ادعُ الله عليهم فرفع يديه إلى السماء، وقال: إلهي وسيدي أسألك أن تفرحهم في الآخرة كما فرحتهم في الدنيا، فقال له أصحابه: إنما قلنا لك: ادع الله عليهم لم نقل لك ادع الله لهم، فقال: إذا أفرحهم في الآخرة تاب عليهم في الدنيا ولم يضركم بشىء.

عن عمرو بن موسى، قال: سمعت معروفًا يقول وعنده رجل يذكر رجلًا فجعل يغتابه فجعل معروف يقول له: "أذكر القطن إذا وضعوه على عينيك، أذكر القطن إذا وضعوه على عينيك".

وقال سري: سألت معروفًا عن الطائعين بأي شىء قدروا على الطاعة لله عز وجل؟ قال: بخروج الدنيا من قلوبهم.

كَانَ يَبْكِي، ثُمَّ يَقُوْلُ: يَا نَفْسُ كَمْ تَبْكِيْنَ؟ أَخْلِصِي تَخْلُصِي.

وعَنْ مَعْرُوْفٍ، قَالَ: إِذَا أَرَادَ اللهُ بِعَبدٍ شَرّاً، أَغلَقَ عَنْهُ بَابَ العَمَلِ، وَفَتَحَ عَلَيْهِ بَابَ الجَدَلِ.

من كراماته

كراماتُه رضي الله عنه كثيرة، فمنها ما رواه خليل الصياد قال: غاب ابني إلى الأنبار فوجدَتْ أمه وجدًا شديدًا فأتيت معروفًا فقلت له: يا أبا محفوظ ابني قد غاب فوجدت أمه وجدًا شديدًا، قال: فما تشاء؟ قلت: تدعو الله أن يرده عليها فقال: اللهم إن السماءَ سماؤك، والأرضَ أرضُك، وما بينهما لك، فأتِ به.

قال خليل: فأتيت باب الشام فإذا ابني منبهر، فقلت: يا محمد أين كنت؟ فقال: يا أبتِ الساعةَ كنت بالأنبار.

وَعَنِ ابْنِ شِيْرَوَيْه: قُلْتُ لِمَعْرُوْفٍ: بَلَغَنِي أَنَّكَ تَمْشِي عَلَى المَاءِ.

قَالَ: مَا وَقعَ هَذَا، وَلَكِن إِذَا هَمَمْتُ بِالعُبُوْرِ، جُمِعَ لِي طَرَفَا النَّهْرِ، فَأَتَخَطَّاهُ.

وعن ابْن مَسْرُوْقٍ: حَدَّثَنَا يَعْقُوْبُ ابْنُ أَخِي مَعْرُوْفٍ:

أَنَّ مَعْرُوْفاً اسْتَسْقَى لَهُم فِي يَوْمٍ حَارٍّ، فَمَا اسْتَتَمُّوا رَفْعَ ثِيَابِهِم حَتَّى مُطِرُوا.

وعن أبي بكر الزَجّاج، قال: قيل لمعروف الكرخي في عِلّته: أَوص، فقال: إذا متُّ فتصدقوا بقميصي هذا فإني أُحب أن أخرج من الدنيا عريانًا كما دخلت إليها عريانًا.

فى كشاف القناع عن متن الإقناع للشيخ منصور البهوتي الحنبلي، كتاب الصلاة :

ابن عباس قال: «خرج النبي للاستسقاء متذللاً متواضعًا متخشعًا متضرعًا، حتى أتى المصلّى». قال الترمذي: حديث حسنٌ صحيحٌ (ويستحب أن يخرج معه أهل الدين والصلاح والشيوخ) لأنّه أسرع لإجابتهم، وقد استسقى عمر بالعباس، ومعاوية بيزيد بن الأسود، واستسقى به الضحاك بن قيس مرة أخرى. ذكره الموفق والشارح. وقال السامري، وصاحب التلخيص: لا بأس بالتوسل في الاستسقاء بالشيوخ والعلماء المتقين. وقال في المذهب: يجوز أنْ يستشفع إلى الله برجلٍ صالحٍ وقيل: يستحب.

قال أحمد في منسكه الذي كتبه للمروذي: أنّه يتوسل بالنبي في دعائه وجزم به في المستوعب وغيره.. قال إبراهيم الحربي: الدعاء عند قبر معروف الترياق المجرب.ا هـ

وفى تاريخ بغداد للحافظ الخطيب البغدادىّ:

أخبرنا إسماعيل بن أحمد الحيري قال أنبأنا محمد بن الحسين السلمي قال سمعت أبا الحسن بن مقسم يقول سمعت أبا علي الصفار يقول سمعت إبراهيم الحربي يقول: قبر معروف الترياق المجرب.

أخبرني أبو إسحاق إبراهيم بن عمر البرمكي قال نبأنا أبو الفضل عبيد الله بن عبد الرحمن بن محمد الزهري قال سمعت أبي يقول: قبر معروف الكرخي مجرب لقضاء الحوائج ويقال: إنه من قرأ عنده مائة مرة " قل هو الله أحد " وسأل الله تعالى ما يريد قضى الله له حاجته.

حدثنا أبو عبد الله محمد بن علي بن عبد الله الصوري قال سمعت أبا الحسين محمد بن أحمد بن جميع يقول سمعت أبا عبد الله بن المحاملي يقول: أعرف قبر معروف الكرخي منذ سبعين سنة ما قصده مهموم إلا فرج الله همه.

وبالجانب الشرقي مقبرة الخيزران فيها قبر محمد بن إسحاق بن يسار صاحب السيرة وقبر أبي حنيفة النعمان بن ثابت إمام أصحاب الرأي أخبرنا القاضي أبو عبد الله الحسين بن علي بن محمد الصيمري قال أنبأنا عمر بن إبراهيم قال نبأنا علي بن ميمون قال: سمعت الشافعي يقول: إني لأتبرك بأبي حنيفة وأجيء إلى قبره في كل يوم يعني زائراً فإذا عرضت لي حاجة صليت ركعتين وجئت إلى قبره وسألت الله تعالى الحاجة عنده فما تبعد عني حتى تقضى. اهـ

وفى كتاب طبقات الأولياء:

معروف الكرخي

معروف بن فيروز الكرخي، أبو محفوظ. أحد السادات، مجاب الدعوة، أستاذ سرى.

كان أبواه نصرانيين، فأسلما إلى مؤدبهم، وهو صبى. وكان المؤدب: يقول لـه قل: "ثالث ثلاثة"، فيقول معروف: "بل هو الواحد الصمد!"، فضربه على ذلك ضرباً مفرطاً، فهرب منه. فكان أبواه يقولان: "ليته يرجع إلينا، على أي دين كان، فنوافقه عليه!"، فرجع إليهما، فدق الباب، فقيل: "من؟"، قال: "معروف!"، فقالا: "على أى دين؟"، قال: "دين الإسلام"؛ فأسلم أبواه.

مات ببغداد، سنة مائتين، وقيل: إحدى ومائتين. وقبره ظاهر هناك، يتبرك به. وأهل بغداد يستسقون به، ويقولون: "قبره ترياق مجرب!".

 

< Previous Post

الإِمَامُ اللَّيْثُ بنُ سَعْدِ

Next Post >

العارف بالله داود الطائي

Darulfatwa

40 Hector Street,
Chester Hill NSW 2162

P: +612 9793 3330
F: +612 9793 3103
info@darulfatwa.org.au

Darulfatwa World Map