Mon, 18th Nov, 2024 /
17 Jumādā al-Ula, 1446
الإثنين ١٨ , نوفمبر , ٢٠٢٤ / 17 جُمَادَىٰ ٱلْأُولَىٰ , 1446

المسيح الدجال 

قال الله تعالى :” وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ وَمَا أَمْرُ السَّاعَةِ إِلا كَلَمْحِ الْبَصَرِ أَوْ هُوَ أَقْرَبُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ “‏ سورة النحل 77

ويقول سبحانه :” هَلْ يَنْظُرُونَ إِلا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ ءايَاتِ رَبّكَ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ ءايَاتِ رَبّكَ لا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ ءامَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا قُلِ انْتَظِرُوا إِنَّا مُنْتَظِرُونَ “‏ سورة الأنعام 158

‏ عن أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ ‏‏قَالَ: ‏قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ بُعِثْتُ أَنَا وَالسَّاعَةُ كَهَاتَيْنِ قَالَ وَضَمَّ السَّبَّابَةَ وَالْوُسْطَى. رواه البخاري ومسلم وغيرهما.

قَالَ الْبَيْهَقِيُّ وَغَيْره : الأشْرَاط مِنْهَا صِغَار وَقَدْ مَضَى أَكْثَرهَا وَمِنْهَا كِبَار سَتَأْتِي .

وَهِيَ الَّتِي تَضَمَّنَهَا حَدِيث حُذَيْفَة بْن أَسِيدٍ عِنْدَ مُسْلِم وَهِيَ ” الدَّجَّال وَالدَّابَّة وَطُلُوع الشَّمْس مِنْ مَغْرِبهَا كَالْحَامِلِ الْمُتِمّ وَنُزُول عِيسَى بْن مَرْيَم وَخُرُوج يَأْجُوج وَمَأْجُوج وَالرّيح الَّتِي تَهُبّ بَعْدَ مَوْت عِيسَى فَتَقْبِض أَرْوَاح الْمُؤْمِنِينَ

أشراط الساعة  الكبرى عشرة وهي : خروجُ الدجال، ونزولُ المسيح، وخروجُ يأجوج ومأجوج، وطلوعُ الشمس من مغربها، وخروجُ دابة الأرض، بعد ذلك لا يقبل الله من أحد توبة، وهاتان العلاماتان تحصلان في يوم واحد بين الصبح والضحى ودابة الأرض هذه تكلم الناس وتميز المؤمن من الكافر ولا أحد منهم يستطيع أن يهرب منها  ،ثم الدخان،  ينزل دخان ينتشر في الأرض فيكاد الكافرون يموتون من شدة هذا الدخان، وأما المسلم يصير عليه كالزكام ، وثلاثة خسوف خسف بالمشرق وخسف بالمغرب وخسف بجزيرة العرب، وهذه الخسوف لا تأتي الا بعد خروج الدجال ونزول المسيح عيسى عليه السلام، وتقع في أوقات متقاربة، والخسوف معناه انشقاق الأرض وبَلعُ من عليها، ويحتمل أن تقع هذه الخسوف في ءان واحد، ونار تخرج من قعر عدن فتسوق الناس الى المغرب، وعدن أرض باليمن .

 وَأَخْرَجَ اِبْن مَاجَهْ وَأَحْمَد وَصَحَّحَهُ الْحَاكِم عَنْ اِبْن مَسْعُود قَالَ ” لَمَّا كَانَ لَيْلَة أُسْرِيَ بِرَسُولِ اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَقِيَ إِبْرَاهِيم وَمُوسَى وَعِيسَى فَتَذَاكَرُوا السَّاعَة فَبَدَؤُا بِإِبْرَاهِيمَ فَسَأَلُوهُ عَنْهَا فَلَمْ يَكُنْ عِنْدَهُ مِنْهَا عِلْم , ثُمَّ سَأَلُوا مُوسَى فَلَمْ يَكُنْ عِنْدَهُ مِنْهَا عِلْم , فَرُدَّ الْحَدِيث إِلَى عِيسَى فَقَالَ : قَدْ عُهِدَ إِلَيَّ فِيمَا دُونَ وَجْبَتهَا , فَأَمَّا وَجْبَتهَا فَلا يَعْلَمهَا إِلا اللَّه ” فَذَكَرَ خُرُوج الدَّجَّال , قَالَ : فَأُنْزَل إِلَيْهِ فَأَقْتُلهُ ثُمَّ ذَكَرَ خُرُوج يَأْجُوج وَمَأْجُوج ثُمَّ دُعَاءَهُ بِمَوْتِهِمْ ثُمَّ بِإِرْسَالِ الْمَطَر فَيُلْقِي جِيَفهمْ فِي الْبَحْر ثُمَّ تُنْسَف الْجِبَال وَتُمَدّ الأرْض مَدّ الْأَدِيم ( و الأَدِيمُ الجِلْد ) فَعُهِدَ إِلَيَّ إِذَا كَانَ ذَلِكَ كَانَتْ السَّاعَة مِنْ النَّاس كَالْحَامِلِ الْمُتِمّ لا يَدْرِي أَهْلهَا مَتَى تَفْجَؤُهُمْ بِوِلادَتِهَا لَيْلاكَانَ أَوْ نَهَارًا “.

  ‏ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏أَبِي هُرَيْرَةَ ‏ ‏قَالَ ‏ ‏قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏إِذَا تَشَهَّدَ أَحَدُكُمْ فَلْيَسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنْ أَرْبَعٍ يَقُولُ اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ جَهَنَّمَ وَمِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ وَمِنْ ‏‏ فِتْنَةِ الْمَحْيَا وَالْمَمَاتِ وَمِنْ شَرِّ فِتْنَةِ ‏ ‏ ‏الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ  . رواه مسلم

المسيح الدجال

والآن نسرد بعض تفاصيل بعض هذه العلامات والتي منها خروج الدجال ويقال له المسيح الدجال والمسيح الكذاب، وسمي بالمسيح لأنه يكثر السياحة فهو يطوف الأرض في نحو سنة ونصف يسيح في الدنيا إلى كل الجهات بقدرة الله الا مكة والمدينة لا يستطيع أن يدخل مكة ولا المدينة وقد ثبت أن الدجال يأتي الى المدينة فيجد على كل نقب من أنقابها ملكا معه سيف مسلط فيفر . (قال ابن الأَثير : هي جمع نَقْبٍ، وهو الطريق بين الجبلين )  والدجال شأنه غريب في تنقله ليس مثلنا ليفتن الله به من شاء من عباده فيضلوا معه ، يسهل له التنقل في الأرض بطريق غريب فيضل هنا وهنا وهنا  يقول للناس أنا ربكم ويظهر لهم تمويهات فيؤمن به الذين كتب الله عليهم الشقاوة ، فلكثرة سياحته يسمى المسيح ، لكنه بما أنه كافر يضل الناس يسمى الدجال .

ولما يخرج الدجال الذين يؤمنون به يشبعون لأن الله تعالى يفتن به بعض الخلق ، فالذين يؤمنون به ييسر الله لهم الأرزاق ويوسع عليهم، والمؤمنون الذين يكذبونه ولا يتبعونه  تحصل لهم مجاعة، فيعينهم الله بالتسبيح والتقديس، فهذا يقوم مقام الأكل فلا يضرهم الجوع، ثم لما ينـزل المسيح عيسى عليه السلام يقتل الدجال، بعد ذلك  يصير رخاء كبير، ويلتقي المهدي بعيسى أول نزوله فعيسى يقدم المهدي إماما إظهارا لكرامة محمد وإشارة إلى أنه إنما ينـزل ليطبق شريعة محمد في الأرض، ثم في عهد المسيح يصير رخاء كثير وأمن فتُخرج الأرض ما في داخلها من الذهب حتى إنه لا يوجد إنسان يقبل الصدقة من عموم الغنى .

والأعور الدجال إنسان من بني ءادم والظاهر أنه من بني إسرائيل، إحدى عينيه طافية كالعنبة والأخرى ممسوحة فلذلك يقال له الأعور. وهو الآن محبوس في جزيرة في البحر، الملائكة حبسوه هناك، وهذه الجزيرة ليست معروفة، رءاه واجتمع به الصحابي تميم بن أوس  عيانا، ركب ومن معه السفينة  فتاهت بهم السفينة شهرا وبعدت، ثم وصلوا إلى جزيرة فاجتمعوا به مكبلا بالسلاسل ، وهو رجل عظيم جسده، كلمهم باللسان العربي قال: أنا فلان، وسألهم عن أشياء، هل صار كذا، هل صار كذا، وسألهم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم هل ظهر النبي العربي، ثم نزل الوحي على رسول الله بمثل ما  رأى هذا الصحابى  من الدجال . وهذا الأعور الدجال الله تعالى ابتلاء منه يظهر على يديه خوارق، ومن عجائبه أنه يشق رجلا من المؤمنين يكذبه في وجهه نصفين ثم يحييه بإذن الله  فيقول  الرجل  الذي فعل به ذلك: لم أزدد بهذا الا تكذيبا  لك، ويقول للسماء أمطري فتمطر، ويقول للأرض أخرجي زرعك فتخرجه، ومعه نهران واحد من نار وهو برد على المؤمنين وواحد من ماء وهو نار  عليهم. وأول ما يظهر الدجال يكون يوم كسنة ويوم كشهر ويوم كأسبوع، وقبل ظهوره بثلاث سنوات تمسك السماء ثلث مائها ثم بعد سنة تمسك ثلثي مائها ثم قبل ظهوره بسنة تمسك كل مائها ، ثم هذا الأعور الدجال يصادف نبي الله عيسى بفلسطين فيقتله نبي الله عيسى هناك بباب اللد واللد قرية من قرى فلسطين .

عَنْ ‏ ‏حُذَيْفَةَ بْنِ أَسِيدٍ أَبِي سَرِيحَةَ ‏ ‏قَالَ : ‏اطَّلَعَ رَسُولُ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏مِنْ غُرْفَةٍ وَنَحْنُ نَتَذَاكَرُ ‏‏السَّاعَةَ  فَقَالَ ‏ ‏‏لا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَكُونَ عَشْرُ ءايَاتٍ ‏ طُلُوعُ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا ‏وَالدَّجَّالُ ‏وَالدُّخَانُ وَالدَّابَّةُ ‏ ‏وَيَأْجُوجُ ‏وَمَأْجُوجُ ‏ ‏وَخُرُوجُ ‏‏عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ‏ ‏عَلَيْهِ السَّلام ‏وَثَلاثُ خُسُوفٍ خَسْفٌ بِالْمَشْرِقِ وَخَسْفٌ بِالْمَغْرِبِ وَخَسْفٌ ‏بِجَزِيرَةِ الْعَرَبِ ‏وَنَارٌ تَخْرُجُ مِنْ ‏ ‏قَعْرِ ‏عَدَنِ ‏أَبْيَنَ تَسُوقُ النَّاسَ إِلَى الْمَحْشَرِ تَبِيتُ مَعَهُمْ إِذَا بَاتُوا ‏‏وَتَقِيلُ ‏‏مَعَهُمْ إِذَا ‏ ‏قَالُوا. رواه ابن ماجه

عَنْ ‏ ‏حُذَيْفَةَ بْنِ أَسِيدٍ الْغِفَارِيّ ‏ ‏قَالَ ‏ اطَّلَعَ النَّبِيُّ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏عَلَيْنَا وَنَحْنُ نَتَذَاكَرُ فَقَالَ مَا ‏ ‏تَذَاكَرُونَ قَالُوا نَذْكُرُ السَّاعَةَ قَالَ إِنَّهَا ‏ ‏لَنْ تَقُومَ حَتَّى تَرَوْنَ قَبْلَهَا عَشْرَ ءايَاتٍ ‏ ‏فَذَكَرَ ‏‏الدُّخَانَ ‏‏وَالدَّجَّالَ ‏وَالدَّابَّةَ وَطُلُوعَ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا وَنُزُولَ ‏عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ‏‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏وَيَأَجُوجَ ‏‏وَمَأْجُوجَ ‏‏وَثَلاثَةَ خُسُوفٍ خَسْفٌ بِالْمَشْرِقِ وَخَسْفٌ بِالْمَغْرِبِ وَخَسْفٌ بِجَزِيرَةِ ‏‏الْعَرَبِ‏ ‏وَءاخِرُ ذَلِكَ نَارٌ تَخْرُجُ مِنْ ‏ ‏الْيَمَنِ ‏ ‏تَطْرُدُ النَّاسَ إِلَى مَحْشَرِهِمْ. رواه مسلم

عن أَنَس بْن مَالِكٍ ‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏لَيْسَ مِنْ بَلَدٍ إِلا ‏ ‏سَيَطَؤُهُ ‏الدَّجَّالُ ‏إِلا ‏‏مَكَّةَ ‏‏وَالْمَدِينَةَ ‏ ‏وَلَيْسَ ‏نَقْبٌ ‏مِنْ ‏‏أَنْقَابِهَا ‏إِلا عَلَيْهِ الْمَلَائِكَةُ صَافِّينَ تَحْرُسُهَا فَيَنْزِلُ ‏بِالسِّبْخَةِ ‏فَتَرْجُفُ ‏الْمَدِينَةُ ‏ثَلاثَ رَجَفَاتٍ يَخْرُجُ إِلَيْهِ مِنْهَا كُلُّ كَافِرٍ وَمُنَافِقٍ . رواه  مسلم

السَّبَخَة والسَّبْخَة أرضٌ ذات نزٍّ وملحٍ ج سِبَاخ. وما يعلو الماء كالطحلب.
وأرضٌ سَبِخة بكسر الباءِ ذات سِباخٍ. والسِّباخ من الأرض ما لم يُحرَث ولم يعمر.

  روى البخاري ومسلم  أَنَّ ‏ ‏أَبَا سَعِيدٍ الخدري ‏ ‏قَالَ ‏ ‏حَدَّثَنَا رَسُولُ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏يَوْمًا حَدِيثًا طَوِيلا عَنْ ‏‏الدَّجَّالِ ‏فَكَانَ فِيمَا يُحَدِّثُنَا بِهِ أَنَّهُ قَالَ ‏ ‏يَأْتِي ‏‏الدَّجَّالُ ‏‏وَهُوَ مُحَرَّمٌ عَلَيْهِ أَنْ يَدْخُلَ ‏ ‏نِقَابَ ‏الْمَدِينَةِ ‏فَيَنْزِلُ بَعْضَ ‏‏السِّبَاخِ ‏ ‏الَّتِي تَلِي‏ ‏الْمَدِينَةَ ‏فَيَخْرُجُ إِلَيْهِ يَوْمَئِذٍ رَجُلٌ وَهُوَ خَيْرُ النَّاسِ ‏أَوْ مِنْ خِيَارِ النَّاسِ‏ ‏فَيَقُولُ أَشْهَدُ أَنَّكَ ‏الدَّجَّالُ ‏ ‏الَّذِي حَدَّثَنَا رَسُولُ اللَّهِ ‏‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏حَدِيثَهُ فَيَقُولُ ‏ ‏الدَّجَّالُ ‏أَرَأَيْتُمْ إِنْ قَتَلْتُ هَذَا ثُمَّ أَحْيَيْتُهُ هَلْ تَشُكُّونَ فِي الأمْرِ فَيَقُولُونَ لا فَيَقْتُلُهُ ثُمَّ يُحْيِيهِ فَيَقُولُ وَاللَّهِ مَا كُنْتُ فِيكَ أَشَدَّ بَصِيرَةً مِنِِّي الْيَوْمَ فَيُرِيدُ ‏الدَّجَّالُ ‏‏أَنْ يَقْتُلَهُ فَلا يُسَلَّطُ عَلَيْهِ . وقال الإمام مسلم : قَالَ ‏‏أَبُو إِسْحَقَ ( إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن سُفْيَان الزَّاهِد )‏ ‏يُقَالُ إِنَّ هَذَا الرَّجُلَ هُوَ ‏‏الْخَضِرُ ‏ ‏عَلَيْهِ السَّلام.

 وَفِي رِوَايَة أَبِي الْوَدَّاك عَنْ أَبِي سَعِيد عِنْد مُسْلِم ” فَيَتَوَجَّه قِبَله رَجُل مِنْ الْمُؤْمِنِينَ، فَيَلْقَاهُ مَسَالِح الدَّجَّال فَيَقُولُونَ أَوْ مَا تُؤْمِن بِرَبِّنَا ؟ فَيَقُول مَا بِرَبِّنَا خَفَاء، فَيَنْطَلِقُونَ بِهِ إِلَى الدَّجَّال بَعْدَ أَنْ يُرِيدُوا قَتْله، فَإِذَا رَءاهُ قَالَ: يَا أَيّهَا النَّاس هَذَا الدَّجَّال الَّذِي ذَكَرَهُ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ” وَفِي رِوَايَة عَطِيَّة ” فَيَدْخُل الْقُرَى كُلّهَا غَيْر مَكَّة وَالْمَدِينَة حُرِّمَتَا عَلَيْهِ، وَالْمُؤْمِنُونَ مُتَفَرِّقُونَ فِي الْأَرْض، فَيَجْمَعهُمْ اللَّه فَيَقُول رَجُل مِنْهُمْ : وَاَللَّه لأنْطَلِقَنَّ فَلأَنْظُرَنَّ هَذَا الَّذِي أَنْذَرْنَاهُ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَيَمْنَعهُ أَصْحَابه خَشْيَة أَنْ يُفْتَتَن بِهِ، فَيَأْتِي حَتَّى إِذَا أَتَى أَدْنَى مَسْلَحَة مِنْ مَسَالِحه

(سموا مَسْلَحة لأَنهم يكونون ذوي سلاح،أَو لأَنهم يسكنون المَسْلَحة، وهي كالثغر والمَرْقَب يكون فيه أَقوام يَرْقُبون العدوَّ لئلا يَطْرُقَهم على غَفْلة، فإِذا رأَوه أَعلموا أَصحابهم ليتأَهبوا له)

أَخَذُوهُ فَسَأَلُوهُ مَا شَأْنه فَيَقُول: أُرِيدَ الدَّجَّال الْكَذَّاب” فَيَكْتُبُونَ إِلَيْهِ بِذَلِكَ فَيَقُول أَرْسِلُوا بِهِ إِلَيَّ ،فَيَقُولُ أَشْهَدُ أَنَّكَ أَنْتَ الدَّجَّال الْكَذَّاب الَّذِي أَنْذَرَنَاهُ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ” وَزَادَ ” فَيَقُول لَهُ الدَّجَّال لَتُطِيعنِي فِيمَا ءامُرك بِهِ أَوْ لأشُقَّنَّكَ شَقَّتَيْنِ، فَيُنَادِي: يَا أَيّهَا النَّاس هَذَا الْمَسِيح الْكَذَّاب “.

قَوْله ( فَيَقْتُلهُ ثُمَّ يُحْيِيه ) ‏فِي رِوَايَة أَبِي الْوَدَّاك ” فَيَأْمُر بِهِ الدَّجَّال فَيُشْبَح فَيُشْبَع ظَهْره (والمضروبُ يُشْبَحُ إِذا مُدَّ للجَلْدِ، وفي حديث الدجال: خذوه فاشْبَحُوه؛ وفي رواية : فشُجُّوه)  وَبَطْنه ضَرْبًا” فَيَقُول: أَمَا تُؤْمِن بِي ؟ فَيَقُول : أَنْتَ الْمَسِيح الْكَذَّاب، فَيُؤْمَر بِهِ فَيُوشَر بِالْمِيشَارِ (ينشر بالمنشار) مِنْ مَفْرِقه حَتَّى يُفَرِّق بَيْنَ رِجْلَيْهِ ثُمَّ يَمْشِي الدَّجَّال بَيْنَ الْقِطْعَتَيْنِ ثُمَّ يَقُول: قُمْ، فَيَسْتَوِي قَائِمًا ”

قَوْله ( فَيُرِيد الدَّجَّال أَنْ يَقْتُلهُ فَلا يُسَلَّط عَلَيْهِ ) ‏فِي رِوَايَة أَبِي الْوَدَّاك ” فَيَأْخُذهُ الدَّجَّال لِيَذْبَحَهُ فَيُجْعَل مَا بَيْنَ رَقَبَته إِلَى تَرْقُوَته ((وَالتَّرْقُوَةُ) مُقَدَّمُ الحَلْقِ في أعْلَى الصَّدْرِ حَيْثُما يَتَرَقَّى فيه النَّفَسُ وهي عظم وصل بين ثُغرة النحر والعاتق من الجانبين) نُحَاس فَلا يَسْتَطِيع إِلَيْهِ سَبِيلا ” وَفِي رِوَايَة عَطِيَّة ” فَقَالَ لَهُ الدَّجَّال : لَتُطِيعُنِي أَوْ لأذْبَحَنَّكَ، فَقَالَ:وَاَللَّه لا أُطِيعك أَبَدًا، فَأَمَرَ بِهِ فَأُضْجِع فَلا يَقْدِر عَلَيْهِ وَلا يَتَسَلَّط عَلَيْهِ مَرَّة وَاحِدَة.

قَالَ الْخَطَّابِيُّ : فَإِنْ قِيلَ كَيْف يَجُوز أَنْ يُجْرِي اللَّه الآيَة عَلَى يَد الْكَافِر ؟ فَإِنَّ إِحْيَاء الْمَوْتَى ءايَة عَظِيمَة مِنْ ءايَات الأنْبِيَاء فَكَيْف يَنَالهَا الدَّجَّال وَهُوَ كَذَّاب مُفْتَرٍ يَدَّعِي الرُّبُوبِيَّة ؟ فَالْجَوَاب أَنَّهُ عَلَى سَبِيل الْفِتْنَة لِلْعِبَادِ إِذْ كَانَ عِنْدَهُمْ مَا يَدُلّ عَلَى أَنَّهُ مُبْطِل غَيْر مُحِقّ فِي دَعْوَاهُ وَهُوَ أَنَّهُ أَعْوَر مَكْتُوب عَلَى جَبْهَته كَافِر يَقْرَؤُهُ كُلّ مُسْلِم، فَدَعْوَاهُ دَاحِضَة مَعَ وَسْم الْكُفْر وَنَقْص الذَّات وَالْقَدْر، إِذْ لَوْ كَانَ إِلَهًا لأزَالَ ذَلِكَ عَنْ وَجْهه، وَءايَات الأَنْبِيَاء سَالِمَة مِنْ الْمُعَارَضَة فَلا يَشْتَبِهَانِ .

‏عَنْ ‏ ‏أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ‏ ‏قَالَ ‏قَالَ النَّبِيُّ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏يَجِيءُ ‏ ‏الدَّجَّالُ ‏ ‏حَتَّى يَنْزِلَ فِي نَاحِيَةِ ‏الْمَدِينَةِ ‏‏ثُمَّ تَرْجُفُ ‏ ‏الْمَدِينَةُ ‏ ‏ثَلاثَ رَجَفَاتٍ فَيَخْرُجُ إِلَيْهِ كُلُّ كَافِرٍ وَمُنَافِقٍ ‏ رواه البخاري

  وَفِي حَدِيث مِحْجَن بْن الأدْرَع عِنْد أَحْمَد وَالْحَاكِم رَفَعَهُ ” يَجِيء الدَّجَّال فَيَصْعَد أُحُدًا فَيَتَطَلَّع فَيَنْظُر إِلَى الْمَدِينَة فَيَقُول لِأَصْحَابِهِ : أَلَا تَرَوْنَ إِلَى هَذَا الْقَصْر الْأَبْيَض؟ هَذَا مَسْجِد أَحْمَد. ثُمَّ يَأْتِي الْمَدِينَة فَيَجِد بِكُلِّ نَقَب مِنْ نِقَابهَا مَلَكًا مُصْلِتًا سَيْفه، فَيَأْتِي سَبَخَة الْجُرُف فَيَضْرِب رِوَاقه ( ينـزل هناك). ثُمَّ تَرْجُف الْمَدِينَة ثَلاث رَجَفَات فَلا يَبْقَى مُنَافِق وَلا مُنَافِقَة ولا فَاسِق وَلا فَاسِقَة إِلا خَرَجَ إِلَيْهِ فَتَخْلُص الْمَدِينَة، فَذَلِكَ يَوْم الْخَلاص “.

وَالْمُرَاد بِالرَّجْفَةِ الأرْفَاق وَهُوَ إِشَاعَة مَجِيئِهِ وَأَنَّهُ لا طَاقَة لِأَحَدٍ بِهِ، فَيُسَارِع حِينَئِذٍ إِلَيْهِ مَنْ كَانَ يَتَّصِف بِالنِّفَاقِ أَوْ الْفِسْق، فَيَظْهَر حِينَئِذٍ تَمَام أَنَّهَا تُنْفَى خَبَثهَا .

‏عَنْ ‏ ‏أَبِي بَكْرَةَ ‏عَنْ النَّبِيّ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ قَالَ لا يَدْخُلُ ‏ ‏الْمَدِينَةَ ‏رُعْبُ ‏ ‏الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ ‏وَلَهَا يَوْمَئِذٍ سَبْعَةُ أَبْوَابٍ عَلَى كُلّ بَابٍ مَلَكَانِ . رواه البخاري

‏قَوْله ( لَهَا يَوْمَئِذٍ سَبْعَة أَبْوَاب ) ‏

‏قَالَ عِيَاض : هَذَا يُؤَيِّد أَنَّ الْمُرَاد بِالأَنْقَابِ فِي حَدِيث أَبِي هُرَيْرَة الأَبْوَاب وَفُوَّهَات الطَّرِيق .

  وَأَخْرَجَهُ الْحَاكِم مِنْ رِوَايَة الزُّهْرِيّ عَنْ طَلْحَة بْن عَبْد اللَّه بْن عَوْف عَنْ عِيَاض بْن مُسَافِع عَنْ أَبِي بَكْرَة قَالَ ” أَكْثَرَ النَّاس فِي شَأْن مُسَيْلِمَة فَقَالَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّهُ كَذَّاب مِنْ ثَلاثِينَ كَذَّابًا قَبْل الدَّجَّال، وَأَنَّهُ لَيْسَ بَلَد إِلا يَدْخُلهُ رُعْب الدَّجَّال إِلا الْمَدِينَة، عَلَى كُلّ نَقَب مِنْ أَنْقَابهَا مَلَكَانِ يَذُبَّانِ عَنْهَا رُعْب الْمَسِيح ” .

‏عَنْ ‏ ‏سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ‏ ‏أَنَّ ‏ ‏عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ ‏ ‏رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ‏ ‏قَالَ:  ‏قَامَ رَسُولُ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏فِي النَّاسِ فَأَثْنَى عَلَى اللَّهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ ثُمَّ ذَكَرَ ‏ ‏الدَّجَّالَ ‏ ‏فَقَالَ ‏ ‏إِنِّي لأُنْذِرُكُمُوهُ وَمَا مِنْ نَبِيّ إِلا وَقَدْ أَنْذَرَهُ قَوْمَهُ وَلَكِنِّي سَأَقُولُ لَكُمْ فِيهِ قَوْلا لَمْ يَقُلْهُ نَبِيٌّ لِقَوْمِهِ إِنَّهُ أَعْوَرُ وَإِنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِأَعْوَرَ.  رواه البخاري

‏عَنْ ‏ ‏أَنَسٍ ‏ ‏رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ‏ ‏قَالَ ‏‏قَالَ النَّبِيُّ ‏‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏:” ‏مَا بُعِثَ نَبِيٌّ إِلا أَنْذَرَ أُمَّتَهُ الأعْوَرَ الْكَذَّابَ أَلا إِنَّهُ أَعْوَرُ وَإِنَّ رَبَّكُمْ لَيْسَ بِأَعْوَرَ وَإِنَّ بَيْنَ عَيْنَيْهِ مَكْتُوبٌ كَافِرٌ “.‏  رواه البخاري

 

وَعِنْدَ مُسْلِم مِنْ رِوَايَة مُحَمَّد بْن جَعْفَر عَنْ شُعْبَة ” مَكْتُوب بَيْنَ عَيْنَيْهِ ك ف ر ” وَمِنْ طَرِيق هِشَام عَنْ قَتَادَةَ حَدَّثَنِي أَنَس بِلَفْظِ ” الدَّجَّال مَكْتُوب بَيْن عَيْنَيْهِ ك ف ر ” أَيْ كَافِر، وَمِنْ طَرِيق شُعَيْب بْن الْحَبْحَاب عَنْ أَنَس ” مَكْتُوب بَيْنَ عَيْنَيْهِ كَافِر ثُمَّ تَهَجَّاهَا ك ف ر يَقْرَؤُهُ كُلّ مُسْلِم ” وَفِي حَدِيث أَبِي بَكْرَة عِنْد أَحْمَد ” يَقْرَؤُهُ الأمِّيّ وَالْكَاتِب ” وَنَحْوه فِي حَدِيث مُعَاذ عِنْد الْبَزَّار. وَفِي حَدِيث أَبِي أُمَامَةَ عِنْد اِبْن مَاجَهْ ” يَقْرَؤُهُ كُلّ مُؤْمِن كَاتِب وَغَيْر كَاتِب ” وَلأحْمَدَ عَنْ جَابِر ” مَكْتُوب بَيْن عَيْنَيْهِ كَافِر ” 

وَقَالَ النَّوَوِيّ : الصَّحِيح الَّذِي عَلَيْهِ الْمُحَقِّقُونَ أَنَّ الْكِتَابَة الْمَذْكُورَة حَقِيقَة جَعَلَهَا اللَّه عَلَامَة قَاطِعَة بِكَذِبِ الدَّجَّال فَيُظْهِر اللَّه الْمُؤْمِن عَلَيْهَا وَيُخْفِيهَا عَلَى مَنْ أَرَادَ شَقَاوَته .

وَفِي حَدِيث أَبِي عُبَيْدَة بْن الْجَرَّاح عِنْد أَبِي دَاوُدَ وَالتِّرْمِذِيّ وَحَسَّنَهُ “ لَمْ يَكُنْ نَبِيّ بَعْدَ نُوح إِلا وَقَدْ أَنْذَرَ قَوْمه الدَّجَّال ”  وَعِنْدَ أَحْمَد ” لَقَدْ أَنْذَرَهُ نُوحَ أُمَّته وَالنَّبِيُّونَ مِنْ بَعْدِهِ “.

وَقَالَ اِبْن الْعَرَبِيّ:” إِنْذَار الأَنْبِيَاء قَوْمهمْ بِأَمْرِ الدَّجَّال تَحْذِير مِنْ الْفِتَن وَطُمَأْنِينَة لَهَا حَتَّى لا يُزَعْزِعهَا عَنْ حُسْن الاعْتِقَاد، وَكَذَلِكَ تَقْرِيب النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَهُ زِيَادَة فِي التَّحْذِير، وَأَشَارَ مَعَ ذَلِكَ إِلَى أَنَّهُمْ إِذَا كَانُوا عَلَى الإيمَان ثَابِتِينَ دَفَعُوا الشُّبَه بِالْيَقِينِ” . ‏

عَنْ ‏ ‏نَافِعٍ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏ابْنِ عُمَرَ أُرَاهُ عَنْ النَّبِيّ ‏‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏قَالَ:” ‏ ‏أَعْوَرُ عَيْنِ الْيُمْنَى كَأَنَّهَا عِنَبَةٌ طَافِيَةٌ”. رواه البخاري

‏عَنْ ‏ ‏عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ ‏ ‏أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏قَالَ ‏ ‏بَيْنَا أَنَا نَائِمٌ أَطُوفُ ‏بِالْكَعْبَةِ ‏فَإِذَا رَجُلٌ ‏ءادَمُ ‏‏سَبْطُ ‏الشَّعَرِ ‏ ‏يَنْطِفُ ‏‏أَوْ ‏يُهَرَاقُ رَأْسُهُ مَاءً ( ينطِف إذا قطر قليلاً قليلاً ) قُلْتُ مَنْ هَذَا قَالُوا ‏‏ابْنُ مَرْيَمَ ‏ ‏ثُمَّ ذَهَبْتُ أَلْتَفِتُ فَإِذَا رَجُلٌ جَسِيمٌ أَحْمَرُ ‏جَعْدُ ‏‏الرَّأْسِ أَعْوَرُ الْعَيْنِ كَأَنَّ عَيْنَهُ عِنَبَةٌ طَافِيَةٌ قَالُوا هَذَا ‏الدَّجَّالُ ‏ ‏أَقْرَبُ النَّاسِ بِهِ شَبَهًا ‏‏ابْنُ قَطَنٍ ‏رَجُلٌ مِنْ ‏ ‏خُزَاعَةَ”  رواه البخاري

قَوْله ( فَإِذَا رَجُل ءادَم ) ‏بِالْمَدِّ، فِي رِوَايَة مَالِك ” رَأَيْت رَجُلا ءادَم كَأَحْسَن مَا أَنْتَ رَاءٍ مِنْ أُدْم الرِّجَال ” بِضَمِّ الْهَمْزَة وَسُكُون الدَّال. ‏‏قَوْله ( سَبِط الشَّعْر ) بِفَتْحِ الْمُهْمَلَة وَكَسْر الْمُوَحَّدَة وَسُكُونهَا أَيْضًا. ‏‏قَوْله ( يَنْطِف ) ‏بِكَسْرِ الطَّاء الْمُهْمَلَة ‏( أَوْ يُهْرَاق ) ‏كَذَا بِالشَّكِّ , وَلَمْ يَشُكّ فِي رِوَايَة شُعَيْب، وَزَادَ فِي رِوَايَة مَالِك” لَهُ لِمَّة ” بِكَسْرِ اللام وَتَشْدِيد الْمِيم ( واللِّمّة شعر الرأْس إذا كان يُجاوِز شحمة الأُذن) ” كَأَحْسَن مَا أَنْتَ رَاءٍ مِنْ اللِّمَم ” وَفِي رِوَايَة مُوسَى بْن عُقْبَةَ عَنْ نَافِع ” تَضْرِب بِهِ لِمَّته بَيْنَ مَنْكِبَيْهِ رَجْل الشَّعْر أَي لم يكن شديد الجعودة ولا شديد السبوطة بل بينهما يَقْطُر رَأْسه مَاء “. ‏قَوْله ( قَدْ رَجَّلَهَا ) بِتَشْدِيدِ الْجِيم ( يَقْطُر مَاء ) وَوَقَعَ فِي رِوَايَة شُعَيْب ” بَيْن رَجُلَيْنِ ” وَفِي رِوَايَة مَالِك “ مُتَّكِئًا عَلَى عَوَاتِق رَجُلَيْنِ يَطُوف بِالْبَيْتِ ” وَفِي حَدِيث اِبْن عَبَّاس ” وَرَأَيْت عِيسَى بْن مَرْيَم مَرْبُوع الْخَلْق إِلَى الْحُمْرَة وَالْبَيَاض سَبْط الرَّأْس ” زَادَ فِي حَدِيث أَبِي هُرَيْرَة بِنَحْوِهِ ” كَأَنَّمَا خَرَجَ مِنْ دِيمَاس ” يَعْنِي الْحَمَّام ، وَفِي رِوَايَة حَنْظَلَة عَنْ سَالِم عَنْ اِبْن عُمَر” يَسْكُب رَأْسه أَوْ يَقْطُر ” وَفِي حَدِيث جَابِر عِنْد مُسْلِم ” فَإِذَا أَقْرَب مَنْ رَأَيْت بِهِ شَبَهًا عُرْوَة بْن مَسْعُود “. ‏قَوْله ( قُلْت مَنْ هَذَا ؟ قَالُوا : اِبْن مَرْيَم ) ‏فِي رِوَايَة مَالِك ” فَسَأَلْت مَنْ هَذَا ؟ فَقِيلَ : الْمَسِيح اِبْن مَرْيَم ” وَفِي رِوَايَة حَنْظَلَة ” فَقَالُوا عِيسَى اِبْن مَرْيَم ” . ‏

‏قَوْله ( ثُمَّ ذَهَبْت أَلْتَفِت فَإِذَا رَجُل جَسِيم أَحْمَر جَعْد الرَّأْس أَعْوَر الْعَيْن ) ‏

‏زَادَ فِي رِوَايَة مَالِك ” جَعْد قَطَط أَعْوَر ” ( الجعد من الشعرخلاف السبط والقَطَطُ الشديدُ الجعُودةِ)  وَزَادَ شُعَيْب ” أَعْوَر الْعَيْن الْيُمْنَى “، وَفِي رِوَايَة حَنْظَلَة ” وَرَأَيْت وَرَاءَهُ رَجُلا أَحْمَر جَعْد الرَّأْس أَعْوَر الْعَيْن الْيُمْنَى” فَفِي هَذِهِ الطُّرُق أَنَّهُ أَحْمَر وَوَقَعَ فِي حَدِيث عَبْد اللَّه بْن مُغَفَّل عِنْدَ الطَّبَرَانِيِّ أَنَّهُ ءادَم جَعْد، فَيُمْكِن أَنْ تَكُون أُدْمَته صَافِيَة، وَلا يُنَافِي أَنْ يُوصَف مَعَ ذَلِكَ بِالْحُمْرَةِ لأنَّ كَثِيرًا مِنْ الأدْم قَدْ تَحْمَرّ وَجْنَته ‏قَوْله (كَأَنَّ عَيْنه عِنَبَة طَافِيَة ) ‏بِيَاءٍ غَيْر مَهْمُوزَة أَيْ بَارِزَة، وَهُوَ الَّذِي صَحَّحَهُ الْجُمْهُور وَمَعْنَاهُ أَنَّهَا نَاتِئَة نُتُوء حَبَّة الْعِنَب مِنْ بَيْن أَخَوَاتهَا،  وَلِبَعْضِهِمْ بِالْهَمْزِ أَيْ ذَهَب ضَوْؤُهَا. فَقَدْ جَاءَ فِي ءاخَر أَنَّهُ مَمْسُوح الْعَيْن مَطْمُوسَة وَلَيْسَتْ جَحْرَاءَ وَلا نَاتِئَة . وَفِي حَدِيث عَبْد اللَّه بْن مُغَفَّل ” مَمْسُوح الْعَيْن ” وَفِي حَدِيث سَمُرَة مِثْله وَكِلاهُمَا عِنْدَ الطَّبَرَانِيِّ وَلَكِنْ فِي حَدِيثهمَا ” أَعْوَر الْعَيْن الْيُسْرَى” وَمِثْله لِمُسْلِمٍ مِنْ حَدِيث حُذَيْفَة. وَوَقَعَ فِي حَدِيث سَمُرَة عِنْد الطَّبَرَانِيِّ وَصَحَّحَهُ اِبْن حِبَّان وَالْحَاكِم” مَمْسُوح الْعَيْن الْيُسْرَى ” َقَالَ الْقَاضِي عِيَاض: تُصَحَّح الرِّوَايَتَانِ مَعًا بِأَنْ تَكُون الْمَطْمُوسَة وَالْمَمْسُوحَة هِيَ الْعَوْرَاء الطَّافِئَة بِالْهَمْزِ أَيْ  الَّتِي ذَهَبَ ضَوْؤُهَا وَهِيَ الْعَيْن الْيُمْنَى كَمَا فِي حَدِيث اِبْن عُمَر، وَتَكُون الْجَاحِظَة الَّتِي كَأَنَّهَا كَوْكَب وَكَأَنَّهَا نُخَاعَة فِي حَائِط هِيَ الطَّافِيَة بِلا هَمْز وَهِيَ الْعَيْن الْيُسْرَى كَمَا جَاءَ فِي الرِّوَايَة الأخْرَى، وَعَلَى هَذَا فَهُوَ أَعْوَر الْعَيْن الْيُمْنَى وَالْيُسْرَى مَعًا فَكُلّ وَاحِدَة مِنْهُمَا عَوْرَاء أَيْ مَعِيبَة، فَإِنَّ الأعْوَر مِنْ كُلّ شَيْء الْمَعِيب، وَكِلا عَيْنَيْ الدَّجَّال مَعِيبَة فَإِحْدَاهُمَا مَعِيبَة بِذَهَابِ ضَوْئِهَا حَتَّى ذَهَبَ إِدْرَاكهَا، وَالأُخْرَى بِنُتُوئِهَا اِنْتَهَى. قَالَ النَّوَوِيّ : هُوَ فِي نِهَايَة الْحُسْن .

وعِنْد أَبِي دَاوُدَ حَدِيث عُبَادَةَ بْن الصَّامِت وَلَفْظه ” رَجُل قَصِير أَفْحَج ” بِفَاءٍ سَاكِنَة ثُمَّ مُهْمَلَة مَفْتُوحَة ثُمَّ جِيم مِنْ الْفَحَج وَهُوَ تَبَاعُد مَا بَيْنَ السَّاقَيْنِ أَوْ الْفَخِذَيْنِ، وَقِيلَ تَدَانِي صُدُور الْقَدَمَيْنِ مَعَ تَبَاعُد الْعَقِبَيْنِ، وَقِيلَ هُوَ الَّذِي فِي رِجْله اِعْوِجَاج  .

وَوَقَعَ فِي حَدِيث سَفِينَة عِنْدَ أَحْمَد وَالطَّبَرَانِيِّ “ أَعْوَر عَيْنه الْيُسْرَى بِعَيْنِهِ الْيُمْنَى ظَفَرَة غَلِيظَة “وَقَالَ الْبَيْضَاوِيّ : الظَّفَرَة لَحْمَة تَنْبُت عِنْد الْمَاق، وَقِيلَ جِلْدَة تَخْرُج فِي الْعَيْن مِنْ الْجَانِب الَّذِي يَلِي الأَنْف، وَلا يَمْنَع أَنْ تَكُون فِي الْعَيْن السَّالِمَة بِحَيْثُ لا تُوَارِي الْحَدَقَة بِأَسْرِهَا بَلْ تَكُون عَلَى حِدَتِهَا.

 قال الحافظ ابن حجر: وَأَمَّا الظَّفَرَة فَجَائِز أَنْ تَكُون فِي كِلا عَيْنَيْهِ لِأَنَّهُ لَا يُضَادّ الطَّمْس ولا النُّتُوء، وَتَكُون الَّتِي ذَهَب ضَوْؤُهَا هِيَ الْمَطْمُوسَة وَالْمَعِيبَة مَعَ بَقَاء ضَوْئِهَا هِيَ الْبَارِزَة.

 

عَنْ ‏ ‏حُذَيْفَةَ ‏ ‏عَنْ النَّبِيِّ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏أَنَّهُ قَالَ فِي ‏ ‏الدَّجَّالِ :”‏ ‏إِنَّ ‏ مَعَهُ مَاءً وَنَارًا فَنَارُهُ مَاءٌ بَارِدٌ ‏وَمَاؤُهُ نَارٌ ‏ فَلا تَهْلِكُوا “‏

قَالَ ‏ ‏أَبُو مَسْعُودٍ ‏ ‏وَأَنَا سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏   . رواه البخاري ومسلم .

وَفِي رِوَايَة أَبِي مَالِك الأشْجَعِيِّ عَنْ رِبْعِيٍّ عَنْ حُذَيْفَة ” قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لأنَا أَعْلَم بِمَا مَعَ الدَّجَّال مِنْهُ مَعَهُ نَهْرَانِ يَجْرِيَانِ أَحَدهمَا رَأْي الْعَيْن مَاء أَبْيَض وَالآخَر رَأْي الْعَيْن نَار تَأَجَّج ” وَفِي رِوَايَة شُعَيْب بْن صَفْوَان ” فَأَمَّا الَّذِي يَرَاهُ النَّاس مَاء فَنَار تُحْرِق، وَأَمَّا الَّذِي يَرَاهُ النَّاس نَارًا فَمَاء بَارِد ” الْحَدِيث , وَفِي حَدِيث سَفِينَة عِنْدَ أَحْمَد وَالطَّبَرَانِيِّ ” مَعَهُ وَادِيَانِ أَحَدهمَا جَنَّة وَالآخَر نَار  فَنَاره جَنَّة وَجَنَّته نَار” وَفِي حَدِيث أَبِي أُمَامَةَ عِنْدَ اِبْن مَاجَهْ ” وَإِنَّ مِنْ فِتْنَته أَنَّ مَعَهُ جَنَّة وَنَارًا فَنَاره جَنَّة وَجَنَّته نَار، فَمَنْ اُبْتُلِيَ بِنَارِهِ فَلْيَسْتَغِثْ بِاَللَّهِ وَلْيَقْرَأْ فَوَاتِح الْكَهْف فَتَكُون عَلَيْهِ بَرْدًا وَسَلامًا ” .

وَفِي رِوَايَة أَبِي مَالِك ” فَإِنْ أَدْرَكَهُ أَحَد فَلْيَأْتِ النَّهْر الَّذِي يَرَاهُ نَارًا وَلِيُغْمِض ثُمَّ لْيُطَأْطِئْ رَأْسه فَيَشْرَب” وَفِي رِوَايَة شُعَيْب اِبْن صَفْوَان ” فَمَنْ أَدْرَكَ ذَلِكَ مِنْكُمْ فَلْيَقَعْ فِي الَّذِي يَرَاهُ نَارًا فَإِنَّهُ مَاء عَذْب طَيِّب” وَكَذَا فِي رِوَايَة أَبِي عَوَانَة وَفِي حَدِيث أَبِي سَلَمَة عَنْ أَبِي هُرَيْرَة “وَإِنَّهُ يَجِيء مَعَهُ مِثْل الْجَنَّة وَالنَّار، فَاَلَّتِي يَقُول إِنَّهَا الْجَنَّة هِيَ النَّار” أَخْرَجَهُ أَحْمَد، وَهَذَا كُلّه يَرْجِع إِلَى اِخْتِلاف الْمَرْئِيّ بِالنِّسْبَةِ إِلَى الرَّائِي، فَإِمَّا أَنْ يَكُون الدَّجَّال سَاحِرًا فَيُخَيِّل الشَّيْء بِصُورَةِ عَكْسه، وَإِمَّا أَنْ يَجْعَل اللَّه بَاطِن الْجَنَّة الَّتِي يُسَخِّرهَا الدَّجَّال نَارًا وَبَاطِن النَّار جَنَّة، وَهَذَا الرَّاجِح. وَإِمَّا أَنْ يَكُون ذَلِكَ كِنَايَة عَنْ النِّعْمَة وَالرَّحْمَة بِالْجَنَّةِ وَعَنْ الْمِحْنَة وَالنِّقْمَة بِالنَّارِ فَمَنْ أَطَاعَهُ فَأَنْعَمَ عَلَيْهِ بِجَنَّتِهِ يَئُولُ أَمْره إِلَى دُخُول نَار الآخِرَة وَبِالْعَكْسِ، وَيَحْتَمِل أَنْ يَكُون ذَلِكَ مِنْ جُمْلَة الْمِحْنَة وَالْفِتْنَة فَيَرَى النَّاظِر إِلَى ذَلِكَ مِنْ دَهْشَته النَّار فَيَظُنّهَا جَنَّة وَبِالْعَكْسِ .

وَفِي لَفْظ لِلطَّبَرَانِيِّ ” ضَخْم فَيْلَمَانِيّ – بِفَتْحِ الْفَاء وَسُكُون التَّحْتَانِيَّة وَفَتْح اللام وَبَعْدَ الألِف نُون – أَيْ عَظِيم الْجُثَّة كَأَنَّ رَأْسه أَغْصَان شَجَرَة ” يُرِيد أَنَّ شَعْر رَأْسه كَثِير مُتَفَرِّق قَائِم .

وفي صحيح مسلم

فَلَمَّا قَضَى رَسُولُ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏صَلَاتَهُ جَلَسَ عَلَى الْمِنْبَرِ وَهُوَ يَضْحَكُ فَقَالَ لِيَلْزَمْ كُلُّ إِنْسَانٍ مُصَلاهُ ثُمَّ قَالَ أَتَدْرُونَ لِمَ جَمَعْتُكُمْ قَالُوا اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ قَالَ إِنِّي وَاللَّهِ مَا جَمَعْتُكُمْ لِرَغْبَةٍ وَلا لِرَهْبَةٍ وَلَكِنْ جَمَعْتُكُمْ لإنَّ ‏ ‏تَمِيمًا الدَّارِيَّ كَانَ رَجُلا نَصْرَانِيًّا فَجَاءَ فَبَايَعَ وَأَسْلَمَ وَحَدَّثَنِي حَدِيثًا وَافَقَ الَّذِي كُنْتُ أُحَدِّثُكُمْ عَنْ ‏مَسِيحِ الدَّجَّالِ ‏حَدَّثَنِي أَنَّهُ رَكِبَ فِي سَفِينَةٍ بَحْرِيَّةٍ مَعَ ثَلاثِينَ رَجُلا مِنْ ‏لَخْمٍ ‏ ‏وَجُذَامَ ( لَخْم حيٌّ من اليمن وجُذامُ قبيلة من اليَمن)‏ فَلَعِبَ بِهِمْ الْمَوْجُ شَهْرًا فِي الْبَحْرِ ثُمَّ أَرْفَئُوا ( أَرْفَأْتُ السَّفِينةَ إذا قَرَّبْتها من الشَّطِّ ) إِلَى جَزِيرَةٍ فِي الْبَحْرِ حَتَّى مَغْرِبِ الشَّمْسِ فَجَلَسُوا فِي أَقْرُبْ السَّفِينَةِ فَدَخَلُوا الْجَزِيرَةَ فَلَقِيَتْهُمْ دَابَّةٌ ‏ ‏أَهْلَبُ ‏ (والأَهْلَبُ الكثيرُ شَعَر الرأْس والجسدِ) ‏كَثِيرُ الشَّعَرِ لا يَدْرُونَ مَا قُبُلُهُ مِنْ دُبُرِهِ مِنْ كَثْرَةِ الشَّعَرِ فَقَالُوا وَيْلَكِ مَا أَنْتِ فَقَالَتْ أَنَا ‏ ‏الْجَسَّاسَةُ ‏ ‏قَالُوا وَمَا ‏الْجَسَّاسَةُ ‏قَالَتْ أَيُّهَا الْقَوْمُ انْطَلِقُوا إِلَى هَذَا الرَّجُلِ فِي الدَّيْرِ فَإِنَّهُ إِلَى خَبَرِكُمْ بِالأشْوَاقِ قَالَ لَمَّا سَمَّتْ لَنَا رَجُلا ‏ ‏فَرِقْنَا (فزعنا) ‏مِنْهَا أَنْ تَكُونَ شَيْطَانَةً قَالَ فَانْطَلَقْنَا سِرَاعًا حَتَّى دَخَلْنَا الدَّيْرَ فَإِذَا فِيهِ أَعْظَمُ إِنْسَانٍ رَأَيْنَاهُ قَطُّ خَلْقًا وَأَشَدُّهُ ‏ ‏وِثَاقًا ‏ ‏مَجْمُوعَةٌ يَدَاهُ إِلَى عُنُقِهِ مَا بَيْنَ رُكْبَتَيْهِ إِلَى كَعْبَيْهِ بِالْحَدِيدِ قُلْنَا وَيْلَكَ مَا أَنْتَ قَالَ قَدْ قَدَرْتُمْ عَلَى خَبَرِي فَأَخْبِرُونِي مَا أَنْتُمْ قَالُوا نَحْنُ أُنَاسٌ مِنْ ‏ ‏الْعَرَبِ ‏ ‏رَكِبْنَا فِي سَفِينَةٍ بَحْرِيَّةٍ فَصَادَفْنَا الْبَحْرَ حِينَ ‏ ‏اغْتَلَمَ (هاجَ) ‏فَلَعِبَ بِنَا الْمَوْجُ شَهْرًا ثُمَّ ‏ ‏أَرْفَأْنَا ‏ ‏إِلَى جَزِيرَتِكَ هَذِهِ فَجَلَسْنَا فِي ‏ ‏أَقْرُبِهَا ‏ ‏فَدَخَلْنَا الْجَزِيرَةَ فَلَقِيَتْنَا دَابَّةٌ ‏ ‏أَهْلَبُ ‏كَثِيرُ الشَّعَرِ لا يُدْرَى مَا قُبُلُهُ مِنْ دُبُرِهِ مِنْ كَثْرَةِ الشَّعَرِ فَقُلْنَا وَيْلَكِ مَا أَنْتِ فَقَالَتْ أَنَا ‏ ‏الْجَسَّاسَةُ ‏ ‏قُلْنَا وَمَا ‏الْجَسَّاسَةُ ‏ ‏قَالَتْ اعْمِدُوا إِلَى هَذَا الرَّجُلِ فِي الدَّيْرِ فَإِنَّهُ إِلَى خَبَرِكُمْ بِالأشْوَاقِ فَأَقْبَلْنَا إِلَيْكَ سِرَاعًا وَفَزِعْنَا مِنْهَا وَلَمْ نَأْمَنْ أَنْ تَكُونَ شَيْطَانَةً فَقَالَ أَخْبِرُونِي عَنْ نَخْلِ ‏ ‏بَيْسَانَ (بَيْسانُ موضع بنواحي الشام) ‏قُلْنَا عَنْ أَيِّ شَأْنِهَا تَسْتَخْبِرُ قَالَ أَسْأَلُكُمْ عَنْ نَخْلِهَا هَلْ يُثْمِرُ قُلْنَا لَهُ نَعَمْ قَالَ أَمَا إِنَّهُ يُوشِكُ أَنْ لَا تُثْمِرَ قَالَ أَخْبِرُونِي عَنْ ‏ ‏بُحَيْرَةِ الطَّبَرِيَّةِ ‏ ‏قُلْنَا عَنْ أَيِّ شَأْنِهَا تَسْتَخْبِرُ قَالَ هَلْ فِيهَا مَاءٌ قَالُوا هِيَ كَثِيرَةُ الْمَاءِ قَالَ أَمَا إِنَّ مَاءَهَا يُوشِكُ أَنْ يَذْهَبَ قَالَ أَخْبِرُونِي عَنْ ‏ ‏عَيْنِ زُغَرَ ( زُغَرُ عين بالشام من أَرض البلقاء)  ‏قَالُوا عَنْ أَيِّ شَأْنِهَا تَسْتَخْبِرُ قَالَ هَلْ فِي الْعَيْنِ مَاءٌ وَهَلْ يَزْرَعُ أَهْلُهَا بِمَاءِ الْعَيْنِ قُلْنَا لَهُ نَعَمْ هِيَ كَثِيرَةُ الْمَاءِ وَأَهْلُهَا يَزْرَعُونَ مِنْ مَائِهَا قَالَ أَخْبِرُونِي عَنْ نَبِيِّ الأمِّيِّينَ مَا فَعَلَ قَالُوا قَدْ خَرَجَ مِنْ ‏ ‏مَكَّةَ ‏وَنَزَلَ ‏يَثْرِبَ‏ ‏قَالَ أَقَاتَلَهُ ‏ ‏الْعَرَبُ ‏ ‏قُلْنَا نَعَمْ قَالَ كَيْفَ صَنَعَ بِهِمْ فَأَخْبَرْنَاهُ أَنَّهُ قَدْ ظَهَرَ عَلَى مَنْ يَلِيهِ مِنْ ‏‏الْعَرَبِ ‏وَأَطَاعُوهُ قَالَ لَهُمْ قَدْ كَانَ ذَلِكَ قُلْنَا نَعَمْ قَالَ أَمَا إِنَّ ذَاكَ خَيْرٌ لَهُمْ أَنْ يُطِيعُوهُ وَإِنِّي مُخْبِرُكُمْ عَنِّي إِنِّي أَنَا ‏الْمَسِيحُ ‏ ‏وَإِنِّي أُوشِكُ أَنْ يُؤْذَنَ لِي فِي الْخُرُوجِ فَأَخْرُجَ فَأَسِيرَ فِي الْأَرْضِ فَلَا أَدَعَ قَرْيَةً إِلا هَبَطْتُهَا فِي أَرْبَعِينَ لَيْلَةً غَيْرَ مَكَّةَ ‏وَطَيْبَةَ ‏ ‏فَهُمَا مُحَرَّمَتَانِ عَلَيَّ كِلْتَاهُمَا كُلَّمَا أَرَدْتُ أَنْ أَدْخُلَ وَاحِدَةً أَوْ وَاحِدًا مِنْهُمَا اسْتَقْبَلَنِي مَلَكٌ بِيَدِهِ السَّيْفُ ‏ ‏صَلْتًا (مُجَرَّداً ) ‏ ‏يَصُدُّنِي عَنْهَا وَإِنَّ عَلَى كُلِّ ‏ ‏نَقْبٍ ‏ ‏مِنْهَا مَلائِكَةً يَحْرُسُونَهَا قَالَتْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏وَطَعَنَ بِمِخْصَرَتِهِ فِي الْمِنْبَرِ هَذِهِ ‏ ‏طَيْبَةُ ‏ ‏هَذِهِ ‏ ‏طَيْبَةُ ‏ ‏هَذِهِ ‏ ‏طَيْبَةُ ‏ ‏يَعْنِي ‏ ‏الْمَدِينَةَ ‏ ‏أَلا هَلْ كُنْتُ حَدَّثْتُكُمْ ذَلِكَ فَقَالَ النَّاسُ نَعَمْ فَإِنَّهُ أَعْجَبَنِي حَدِيثُ ‏ ‏تَمِيمٍ ‏ ‏أَنَّهُ وَافَقَ الَّذِي كُنْتُ أُحَدِّثُكُمْ عَنْهُ وَعَنْ ‏الْمَدِينَةِ ‏‏وَمَكَّةَ ‏أَلا إِنَّهُ فِي بَحْرِ ‏ ‏الشَّأْمِ ‏أَوْ بَحْرِ ‏ ‏الْيَمَنِ ‏لا بَلْ مِنْ قِبَلِ الْمَشْرِقِ مَا هُوَ مِنْ قِبَلِ الْمَشْرِقِ مَا هُوَ مِنْ قِبَلِ الْمَشْرِقِ مَا هُوَ وَأَوْمَأَ بِيَدِهِ إِلَى الْمَشْرِقِ قَالَتْ فَحَفِظْتُ هَذَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .

عَنْ ‏ ‏فَاطِمَةَ بِنْتِ قَيْسٍ ‏ ‏أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏صَعِدَ الْمِنْبَرَ فَضَحِكَ فَقَالَ ‏ ‏إِنَّ ‏ ‏تَمِيمًا الدَّارِيَّ ‏‏حَدَّثَنِي بِحَدِيثٍ فَفَرِحْتُ فَأَحْبَبْتُ أَنْ أُحَدِّثَكُمْ حَدَّثَنِي أَنَّ نَاسًا مِنْ أَهْلِ ‏ ‏فِلَسْطِينَ ‏‏رَكِبُوا سَفِينَةً فِي الْبَحْرِ‏ ‏فَجَالَتْ ‏‏بِهِمْ حَتَّى ‏ ‏قَذَفَتْهُمْ ‏ ‏فِي جَزِيرَةٍ مِنْ جَزَائِرِ الْبَحْرِ فَإِذَا هُمْ بِدَابَّةٍ ‏ ‏لَبَّاسَةٍ ‏ ‏نَاشِرَةٍ شَعْرَهَا فَقَالُوا مَا أَنْتِ قَالَتْ أَنَا الْجَسَّاسَةُ قَالُوا فَأَخْبِرِينَا قَالَتْ لا أُخْبِرُكُمْ وَلَا أَسْتَخْبِرُكُمْ وَلَكِنْ ائْتُوا أَقْصَى الْقَرْيَةِ فَإِنَّ ثَمَّ مَنْ يُخْبِرُكُمْ وَيَسْتَخْبِرُكُمْ فَأَتَيْنَا أَقْصَى الْقَرْيَةِ فَإِذَا رَجُلٌ مُوثَقٌ بِسِلْسِلَةٍ فَقَالَ أَخْبِرُونِي عَنْ ‏عَيْنِ زُغَرَ‏ ‏قُلْنَا مَلأَى تَدْفُقُ قَالَ أَخْبِرُونِي عَنْ ‏ ‏الْبُحَيْرَةِ ‏ ‏قُلْنَا مَلأَى تَدْفُقُ قَالَ أَخْبِرُونِي عَنْ نَخْلِ ‏ ‏بَيْسَانَ ‏ ‏الَّذِي بَيْنَ ‏ ‏الأُرْدُنِّ ‏ ‏وَفِلَسْطِينَ ‏ ‏هَلْ أَطْعَمَ قُلْنَا نَعَمْ قَالَ أَخْبِرُونِي عَنْ النَّبِيِّ هَلْ بُعِثَ قُلْنَا نَعَمْ قَالَ أَخْبِرُونِي كَيْفَ النَّاسُ إِلَيْهِ قُلْنَا سِرَاعٌ قَالَ ‏ ‏فَنَزَّى ‏( وَثَبَ) ‏نَزْوَةً‏ ‏حَتَّى كَادَ قُلْنَا فَمَا أَنْتَ قَالَ أَنَا ‏ ‏الدَّجَّالُ‏ ‏وَإِنَّهُ يَدْخُلُ الأَمْصَارَ كُلَّهَا إِلا ‏‏طَيْبَةَ ‏‏وَطَيْبَةُ ‏ ‏الْمَدِينَةُ. رواه الترمذي

عَنْ ‏ ‏فَاطِمَةَ بِنْتِ قَيْسٍ ‏ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏أَخَّرَ الْعِشَاءَ الآخِرَةَ ذَاتَ لَيْلَةٍ ثُمَّ خَرَجَ فَقَالَ إِنَّهُ حَبَسَنِي حَدِيثٌ كَانَ يُحَدِّثُنِيهِ ‏ ‏تَمِيمٌ الدَّارِيُّ ‏ ‏عَنْ رَجُلٍ كَانَ فِي جَزِيرَةٍ مِنْ ‏‏جَزَائِرِ ‏الْبَحْرِ فَإِذَا أَنَا بِامْرَأَةٍ تَجُرُّ شَعْرَهَا قَالَ مَا أَنْتِ قَالَتْ أَنَا الْجَسَّاسَةُ ‏اذْهَبْ إِلَى ذَلِكَ الْقَصْرِ فَأَتَيْتُهُ فَإِذَا رَجُلٌ يَجُرُّ شَعْرَهُ مُسَلْسَلٌ فِي الأَغْلالِ ‏ ‏يَنْزُو ‏ ‏فِيمَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ فَقُلْتُ مَنْ أَنْتَ قَالَ أَنَا ‏ ‏الدَّجَّالُ ‏ ‏خَرَجَ نَبِيُّ الأُمِّيِّينَ بَعْدُ قُلْتُ نَعَمْ قَالَ أَطَاعُوهُ أَمْ عَصَوْهُ قُلْتُ بَلْ أَطَاعُوهُ قَالَ ذَاكَ خَيْرٌ لَهُمْ . رواه ابو داود

  ‏عَنْ ‏ ‏فَاطِمَةَ بِنْتِ قَيْسٍ ‏ ‏قَالَتْ ‏

‏صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏‏ذَاتَ يَوْمٍ وَصَعِدَ الْمِنْبَرَ وَكَانَ لا يَصْعَدُ عَلَيْهِ قَبْلَ ذَلِكَ إِلا يَوْمَ الْجُمُعَةِ فَاشْتَدَّ ذَلِكَ عَلَى النَّاسِ فَمِنْ بَيْنِ قَائِمٍ وَجَالِسٍ فَأَشَارَ إِلَيْهِمْ بِيَدِهِ أَنْ اقْعُدُوا ‏فَإِنِّي وَاللَّهِ مَا قُمْتُ مَقَامِي هَذَا لأَمْرٍ يَنْفَعُكُمْ لِرَغْبَةٍ وَلا لِرَهْبَةٍ وَلَكِنَّ ‏ ‏تَمِيمًا الدَّارِيَّ ‏ ‏أَتَانِي فَأَخْبَرَنِي خَبَرًا مَنَعَنِي ‏ ‏الْقَيْلُولَةَ ‏ ‏مِنْ الْفَرَحِ ‏ ‏وَقُرَّةِ الْعَيْنِ ‏ ‏فَأَحْبَبْتُ أَنْ أَنْشُرَ عَلَيْكُمْ فَرَحَ نَبِيِّكُمْ أَلا إِنَّ ابْنَ عَمٍّ ‏ ‏لِتَمِيمٍ الدَّارِيِّ ‏ ‏أَخْبَرَنِي أَنَّ الرِّيحَ أَلْجَأَتْهُمْ إِلَى جَزِيرَةٍ لا يَعْرِفُونَهَا فَقَعَدُوا فِي قَوَارِبِ السَّفِينَةِ فَخَرَجُوا فِيهَا فَإِذَا هُمْ بِشَيْءٍ أَهْدَبَ أَسْوَدَ قَالُوا لَهُ مَا أَنْتَ قَالَ أَنَا الْجَسَّاسَةُ ‏ قَالُوا أَخْبِرِينَا قَالَتْ مَا أَنَا بِمُخْبِرَتِكُمْ شَيْئًا وَلا سَائِلَتِكُمْ وَلَكِنْ هَذَا ‏‏الدَّيْرُ ‏‏قَدْ رَمَقْتُمُوهُ فَأْتُوهُ فَإِنَّ فِيهِ رَجُلا بِالأَشْوَاقِ إِلَى أَنْ تُخْبِرُوهُ وَيُخْبِرَكُمْ فَأَتَوْهُ فَدَخَلُوا عَلَيْهِ فَإِذَا هُمْ بِشَيْخٍ مُوثَقٍ شَدِيدِ الْوَثَاقِ يُظْهِرُ الْحُزْنَ شَدِيدِ التَّشَكِّي فَقَالَ لَهُمْ مِنْ أَيْنَ قَالُوا مِنْ ‏ ‏الشَّامِ ‏ ‏قَالَ مَا فَعَلَتْ ‏ ‏الْعَرَبُ ‏ ‏قَالُوا نَحْنُ قَوْمٌ مِنْ ‏ ‏الْعَرَبِ ‏ ‏عَمَّ تَسْأَلُ قَالَ مَا فَعَلَ هَذَا الرَّجُلُ الَّذِي خَرَجَ فِيكُمْ قَالُوا خَيْرًا ‏ ‏نَاوَى قَوْمًا فَأَظْهَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ فَأَمْرُهُمْ الْيَوْمَ جَمِيعٌ إِلَهُهُمْ وَاحِدٌ وَدِينُهُمْ وَاحِدٌ قَالَ مَا فَعَلَتْ ‏ ‏عَيْنُ زُغَرَ‏ ‏قَالُوا خَيْرًا يَسْقُونَ مِنْهَا زُرُوعَهُمْ وَيَسْتَقُونَ مِنْهَا لِسَقْيِهِمْ قَالَ فَمَا فَعَلَ نَخْلٌ بَيْنَ ‏ ‏عَمَّانَ ‏ ‏وَبَيْسَانَ ‏‏قَالُوا يُطْعِمُ ثَمَرَهُ كُلَّ عَامٍ قَالَ فَمَا فَعَلَتْ ‏ ‏بُحَيْرَةُ الطَّبَرِيَّةِ ‏ ‏قَالُوا ‏ ‏تَدَفَّقُ جَنَبَاتُهَا مِنْ كَثْرَةِ الْمَاءِ قَالَ فَزَفَرَ ثَلاثَ زَفَرَاتٍ ثُمَّ قَالَ لَوْ انْفَلَتُّ مِنْ وَثَاقِي هَذَا لَمْ أَدَعْ أَرْضًا إِلا وَطِئْتُهَا بِرِجْلَيَّ هَاتَيْنِ إِلا طَيْبَةَ لَيْسَ لِي عَلَيْهَا سَبِيلٌ قَالَ النَّبِيُّ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏إِلَى هَذَا يَنْتَهِي فَرَحِي هَذِهِ طَيْبَةُ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ مَا فِيهَا طَرِيقٌ ضَيِّقٌ وَلا وَاسِعٌ وَلا سَهْلٌ وَلا جَبَلٌ إِلا وَعَلَيْهِ مَلَكٌ شَاهِرٌ سَيْفَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ‏ . رواه ابن ماجه

عَنْ ‏ ‏النَّوَّاسِ بْنِ سَمْعَانَ ‏ ‏قَالَ ‏

‏ذَكَرَ رَسُولُ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏الدَّجَّالَ ‏ ‏ذَاتَ غَدَاةٍ ‏ ‏فَخَفَّضَ ‏ ‏فِيهِ وَرَفَّعَ حَتَّى ظَنَنَّاهُ فِي طَائِفَةِ النَّخْلِ فَلَمَّا رُحْنَا إِلَيْهِ عَرَفَ ذَلِكَ فِينَا فَقَالَ ‏ ‏مَا شَأْنُكُمْ قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ ذَكَرْتَ ‏ ‏الدَّجَّالَ ‏ ‏غَدَاةً ‏ ‏فَخَفَّضْتَ ‏ ‏فِيهِ وَرَفَّعْتَ حَتَّى ظَنَنَّاهُ فِي طَائِفَةِ النَّخْلِ فَقَالَ غَيْرُ ‏‏الدَّجَّالِ ‏‏أَخْوَفُنِي عَلَيْكُمْ إِنْ يَخْرُجْ وَأَنَا فِيكُمْ فَأَنَا ‏ ‏‏ حَجِيجُهُ‏ ‏دُونَكُمْ وَإِنْ يَخْرُجْ وَلَسْتُ فِيكُمْ فَامْرُؤٌ ‏‏حَجِيجُ ‏نَفْسِهِ وَاللَّهُ خَلِيفَتِي عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ إِنَّهُ شَابٌّ ‏‏قَطَطٌ ‏‏عَيْنُهُ ‏طَافِئَةٌ ‏كَأَنِّي أُشَبِّهُهُ ‏‏بِعَبْدِ الْعُزَّى بْنِ قَطَنٍ ‏فَمَنْ أَدْرَكَهُ مِنْكُمْ فَلْيَقْرَأْ عَلَيْهِ فَوَاتِحَ سُورَةِ ‏الْكَهْفِ ‏إِنَّهُ خَارِجٌ ‏ ‏خَلَّةً ‏ ‏بَيْنَ ‏‏الشَّأْمِ ‏ ‏وَالْعِرَاقِ (أَي في سبيل وطريق بينهما  )‏ ‏فَعَاثَ ‏‏يَمِينًا ‏وَعَاثَ (أفسد) ‏‏شِمَالا يَا عِبَادَ اللَّهِ فَاثْبُتُوا قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا لَبْثُهُ فِي الأَرْضِ قَالَ أَرْبَعُونَ يَوْمًا يَوْمٌ كَسَنَةٍ وَيَوْمٌ كَشَهْرٍ وَيَوْمٌ كَجُمُعَةٍ وَسَائِرُ أَيَّامِهِ كَأَيَّامِكُمْ قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ فَذَلِكَ الْيَوْمُ الَّذِي كَسَنَةٍ ‏ ‏أَتَكْفِينَا فِيهِ صَلاةُ يَوْمٍ قَالَ لا اقْدُرُوا لَهُ قَدْرَهُ قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا إِسْرَاعُهُ فِي الأَرْضِ قَالَ كَالْغَيْثِ ‏ ‏اسْتَدْبَرَتْهُ ‏ ‏الرِّيحُ فَيَأْتِي عَلَى الْقَوْمِ فَيَدْعُوهُمْ فَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَجِيبُونَ لَهُ فَيَأْمُرُ السَّمَاءَ فَتُمْطِرُ وَالأَرْضَ فَتُنْبِتُ ‏ ‏فَتَرُوحُ ‏ ‏عَلَيْهِمْ ‏ ‏سَارِحَتُهُمْ ‏ ‏أَطْوَلَ مَا كَانَتْ ‏‏ذُرًا ‏‏وَأَسْبَغَهُ ضُرُوعًا ‏وَأَمَدَّهُ خَوَاصِرَ‏ ‏ثُمَّ يَأْتِي الْقَوْمَ فَيَدْعُوهُمْ فَيَرُدُّونَ عَلَيْهِ قَوْلَهُ فَيَنْصَرِفُ عَنْهُمْ فَيُصْبِحُونَ ‏‏مُمْحِلِينَ ‏لَيْسَ بِأَيْدِيهِمْ شَيْءٌ مِنْ أَمْوَالِهِمْ وَيَمُرُّ ‏ ‏بِالْخَرِبَةِ ‏ ‏فَيَقُولُ لَهَا أَخْرِجِي كُنُوزَكِ فَتَتْبَعُهُ كُنُوزُهَا ‏ ‏كَيَعَاسِيبِ‏ ‏النَّحْلِ ثُمَّ يَدْعُو رَجُلا مُمْتَلِئًا شَبَابًا فَيَضْرِبُهُ بِالسَّيْفِ فَيَقْطَعُهُ‏ ‏جَزْلَتَيْنِ ‏ ‏رَمْيَةَ الْغَرَضِ‏ ‏ثُمَّ يَدْعُوهُ فَيُقْبِلُ وَيَتَهَلَّلُ وَجْهُهُ يَضْحَكُ فَبَيْنَمَا هُوَ كَذَلِكَ إِذْ بَعَثَ اللَّهُ ‏الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ ‏ ‏فَيَنْزِلُ عِنْدَ ‏ ‏الْمَنَارَةِ الْبَيْضَاءِ ‏‏شَرْقِيَّ ‏دِمَشْقَ ‏ ‏بَيْنَ ‏ ‏مَهْرُودَتَيْنِ ‏ ‏وَاضِعًا كَفَّيْهِ عَلَى أَجْنِحَةِ مَلَكَيْنِ إِذَا طَأْطَأَ رَأْسَهُ قَطَرَ وَإِذَا رَفَعَهُ تَحَدَّرَ مِنْهُ ‏ ‏جُمَانٌ ‏ ‏كَاللُّؤْلُؤِ فَلا يَحِلُّ لِكَافِرٍ يَجِدُ رِيحَ نَفَسِهِ إِلا مَاتَ وَنَفَسُهُ يَنْتَهِي حَيْثُ يَنْتَهِي ‏ ‏طَرْفُهُ ‏ ‏فَيَطْلُبُهُ حَتَّى يُدْرِكَهُ ‏ ‏بِبَابِ لُدٍّ ‏ ‏فَيَقْتُلُهُ ثُمَّ يَأْتِي ‏ ‏عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ ‏ ‏قَوْمٌ قَدْ ‏ ‏عَصَمَهُمْ ‏ ‏اللَّهُ مِنْهُ فَيَمْسَحُ عَنْ وُجُوهِهِمْ وَيُحَدِّثُهُمْ بِدَرَجَاتِهِمْ فِي الْجَنَّةِ فَبَيْنَمَا هُوَ كَذَلِكَ إِذْ أَوْحَى اللَّهُ إِلَى ‏عِيسَى ‏ ‏إِنِّي قَدْ أَخْرَجْتُ عِبَادًا لِي ‏لا يَدَانِ ‏ ‏لأَحَدٍ بِقِتَالِهِمْ ‏ ‏فَحَرِّزْ ‏عِبَادِي إِلَى ‏الطُّورِ ‏وَيَبْعَثُ اللَّهُ ‏ ‏يَأْجُوجَ ‏وَمَأْجُوجَ ‏وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ فَيَمُرُّ أَوَائِلُهُمْ عَلَى ‏بُحَيْرَةِ طَبَرِيَّةَ ‏ ‏فَيَشْرَبُونَ مَا فِيهَا وَيَمُرُّ ءاخِرُهُمْ فَيَقُولُونَ لَقَدْ كَانَ بِهَذِهِ مَرَّةً مَاءٌ وَيُحْصَرُ نَبِيُّ اللَّهِ ‏ ‏عِيسَى‏ ‏وَأَصْحَابُهُ حَتَّى يَكُونَ رَأْسُ الثَّوْرِ لأَحَدِهِمْ خَيْرًا مِنْ مِائَةِ دِينَارٍ لأَحَدِكُمْ الْيَوْمَ ‏ ‏فَيَرْغَبُ ‏ ‏نَبِيُّ اللَّهِ ‏ ‏عِيسَى ‏ ‏وَأَصْحَابُهُ فَيُرْسِلُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ النَّغَفَ ‏فِي رِقَابِهِمْ فَيُصْبِحُونَ ‏‏فَرْسَى ‏كَمَوْتِ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ ثُمَّ يَهْبِطُ نَبِيُّ اللَّهِ عِيسَى ‏وَأَصْحَابُهُ إِلَى الأَرْضِ فَلَا يَجِدُونَ فِي الأَرْضِ مَوْضِعَ شِبْرٍ إِلا مَلأَهُ ‏زَهَمُهُمْ ‏وَنَتْنُهُمْ ‏فَيَرْغَبُ ‏ ‏نَبِيُّ اللَّهِ ‏ ‏عِيسَى ‏وَأَصْحَابُهُ إِلَى اللَّهِ فَيُرْسِلُ اللَّهُ طَيْرًا كَأَعْنَاقِ ‏ ‏الْبُخْتِ ‏ ‏فَتَحْمِلُهُمْ فَتَطْرَحُهُمْ حَيْثُ شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ يُرْسِلُ اللَّهُ مَطَرًا لا ‏‏يَكُنُّ ‏ ‏مِنْهُ بَيْتُ ‏مَدَرٍ ‏وَلا وَبَرٍ فَيَغْسِلُ الأَرْضَ حَتَّى يَتْرُكَهَا ‏كَالزَّلَفَةِ ‏ ‏ثُمَّ يُقَالُ لِلأَرْضِ أَنْبِتِي ثَمَرَتَكِ وَرُدِّي بَرَكَتَكِ فَيَوْمَئِذٍ تَأْكُلُ‏ ‏الْعِصَابَةُ‏ ‏مِنْ الرُّمَّانَةِ وَيَسْتَظِلُّونَ‏ ‏بِقِحْفِهَا ‏ ‏وَيُبَارَكُ فِي ‏الرِّسْلِ‏ ‏حَتَّى أَنَّ ‏اللِّقْحَةَ ‏‏مِنْ الإِبِلِ ‏ ‏لَتَكْفِي‏ ‏الْفِئَامَ ‏ ‏مِنْ النَّاسِ ‏وَاللِّقْحَةَ ‏مِنْ الْبَقَرِ ‏لَتَكْفِي الْقَبِيلَةَ مِنْ النَّاسِ ‏وَاللِّقْحَةَ ‏‏مِنْ الْغَنَمِ ‏ ‏لَتَكْفِي ‏ ‏الْفَخِذَ ‏مِنْ النَّاسِ فَبَيْنَمَا هُمْ كَذَلِكَ إِذْ بَعَثَ اللَّهُ رِيحًا طَيِّبَةً فَتَأْخُذُهُمْ تَحْتَ ءابَاطِهِمْ فَتَقْبِضُ رُوحَ كُلِّ مُؤْمِنٍ وَكُلِّ مُسْلِمٍ وَيَبْقَى شِرَارُ النَّاسِ ‏ ‏يَتَهَارَجُونَ ‏ ‏فِيهَا ‏ ‏تَهَارُجَ الْحُمُرِ ‏ ‏فَعَلَيْهِمْ تَقُومُ السَّاعَةُ.  رواه مسلم  

عَنْ ‏ ‏أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ ‏ ‏قَالَ ‏خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏فَكَانَ أَكْثَرُ خُطْبَتِهِ حَدِيثًا حَدَّثَنَاهُ عَنْ ‏‏الدَّجَّالِ ‏وَحَذَّرَنَاهُ فَكَانَ مِنْ قَوْلِهِ أَنْ قَالَ ‏ ‏إِنَّهُ لَمْ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الأَرْضِ مُنْذُ ‏‏ذَرَأَ ‏‏اللَّهُ ذُرِّيَّةَ ‏ءادَمَ ‏‏أَعْظَمَ مِنْ فِتْنَةِ ‏ ‏الدَّجَّالِ ‏ ‏وَإِنَّ اللَّهَ لَمْ يَبْعَثْ نَبِيًّا إِلا حَذَّرَ أُمَّتَهُ ‏‏الدَّجَّالَ ‏‏وَأَنَا ءاخِرُ الأَنْبِيَاءِ وَأَنْتُمْ ءاخِرُ الأُمَمِ وَهُوَ خَارِجٌ فِيكُمْ لا مَحَالَةَ وَإِنْ يَخْرُجْ وَأَنَا بَيْنَ ظَهْرَانَيْكُمْ فَأَنَا حَجِيجٌ ‏ ‏لِكُلِّ مُسْلِمٍ وَإِنْ يَخْرُجْ مِنْ بَعْدِي فَكُلُّ امْرِئٍ ‏حَجِيجُ ‏ ‏نَفْسِهِ وَاللَّهُ خَلِيفَتِي عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ وَإِنَّهُ يَخْرُجُ مِنْ خَلَّةٍ بَيْنَ ‏ ‏الشَّامِ ‏ ‏وَالْعِرَاقِ  (أَي في سبيل وطريق بينهما) ‏فَيَعِيثُ (يفْسَد) يَمِينًا وَيَعِيثُ شِمَالا يَا عِبَادَ اللَّهِ فَاثْبُتُوا فَإِنِّي سَأَصِفُهُ لَكُمْ صِفَةً لَمْ يَصِفْهَا إِيَّاهُ نَبِيٌّ قَبْلِي إِنَّهُ يَبْدَأُ فَيَقُولُ أَنَا نَبِيٌّ وَلا نَبِيَّ بَعْدِي ثُمَّ ‏ ‏يُثَنِّي فَيَقُولُ أَنَا رَبُّكُمْ وَلا تَرَوْنَ رَبَّكُمْ حَتَّى تَمُوتُوا وَإِنَّهُ أَعْوَرُ وَإِنَّ رَبَّكُمْ لَيْسَ بِأَعْوَرَ وَإِنَّهُ مَكْتُوبٌ بَيْنَ عَيْنَيْهِ كَافِرٌ يَقْرَؤُهُ كُلُّ مُؤْمِنٍ كَاتِبٍ أَوْ غَيْرِ كَاتِبٍ وَإِنَّ مِنْ فِتْنَتِهِ أَنَّ مَعَهُ جَنَّةً وَنَارًا فَنَارُهُ جَنَّةٌ وَجَنَّتُهُ نَارٌ فَمَنْ ابْتُلِيَ بِنَارِهِ فَلْيَسْتَغِثْ بِاللَّهِ وَلْيَقْرَأْ فَوَاتِحَ ‏الْكَهْفِ ‏فَتَكُونَ عَلَيْهِ بَرْدًا وَسَلَامًا كَمَا كَانَتْ النَّارُ عَلَى ‏إِبْرَاهِيمَ ‏وَإِنَّ مِنْ فِتْنَتِهِ أَنْ يَقُولَ لأَعْرَابِيٍّ أَرَأَيْتَ إِنْ بَعَثْتُ لَكَ أَبَاكَ وَأُمَّكَ أَتَشْهَدُ أَنِّي رَبُّكَ فَيَقُولُ نَعَمْ فَيَتَمَثَّلُ لَهُ شَيْطَانَانِ فِي صُورَةِ أَبِيهِ وَأُمِّهِ فَيَقُولانِ يَا بُنَيَّ اتَّبِعْهُ فَإِنَّهُ رَبُّكَ وَإِنَّ مِنْ فِتْنَتِه أَنْ يُسَلَّطَ عَلَى نَفْسٍ وَاحِدَةٍ فَيَقْتُلَهَا وَيَنْشُرَهَا بِالْمِنْشَارِ حَتَّى يُلْقَى شِقَّتَيْنِ ثُمَّ يَقُولَ انْظُرُوا إِلَى عَبْدِي هَذَا فَإِنِّي أَبْعَثُهُ الآنَ ثُمَّ يَزْعُمُ أَنَّ لَهُ رَبًّا غَيْرِي فَيَبْعَثُهُ اللَّهُ وَيَقُولُ لَهُ الْخَبِيثُ مَنْ رَبُّكَ فَيَقُولُ ‏ ‏رَبِّيَ اللَّهُ وَأَنْتَ عَدُوُّ اللَّهِ أَنْتَ ‏ ‏الدَّجَّالُ ‏‏وَاللَّهِ مَا كُنْتُ بَعْدُ أَشَدَّ بَصِيرَةً بِكَ مِنِّي الْيَوْمَ.

قَالَ ‏ ‏أَبُو الْحَسَنِ الطَّنَافِسِيُّ ‏ ‏فَحَدَّثَنَا ‏ ‏الْمُحَارِبِيُّ ‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ الْوَلِيدِ الْوَصَّافِيُّ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏عَطِيَّةَ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏أَبِي سَعِيدٍ قَالَ ‏ ‏قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏ذَلِكَ الرَّجُلُ أَرْفَعُ أُمَّتِي دَرَجَةً فِي الْجَنَّةِ ‏ ‏قَالَ ‏ ‏قَالَ ‏ ‏أَبُو سَعِيدٍ ‏ ‏وَاللَّهِ مَا كُنَّا نُرَى ذَلِكَ الرَّجُلَ إِلا ‏ ‏عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ ‏حَتَّى مَضَى لِسَبِيلِهِ ‏ ‏قَالَ ‏الْمُحَارِبِيُّ ‏‏ثُمَّ رَجَعْنَا إِلَى حَدِيثِ‏ ‏أَبِي رَافِعٍ ‏قَالَ ‏‏وَإِنَّ مِنْ فِتْنَتِهِ أَنْ يَأْمُرَ السَّمَاءَ أَنْ تُمْطِرَ فَتُمْطِرَ وَيَأْمُرَ الأَرْضَ أَنْ تُنْبِتَ فَتُنْبِتَ وَإِنَّ مِنْ فِتْنَتِهِ أَنْ يَمُرَّ بِالْحَيِّ فَيُكَذِّبُونَهُ فَلا تَبْقَى لَهُمْ ‏ ‏سَائِمَةٌ (السائمةُالإِبل الراعية) ‏ ‏إِلا هَلَكَتْ وَإِنَّ مِنْ فِتْنَتِهِ أَنْ يَمُرَّ بِالْحَيِّ فَيُصَدِّقُونَهُ فَيَأْمُرَ السَّمَاءَ أَنْ تُمْطِرَ فَتُمْطِرَ وَيَأْمُرَ الْأَرْضَ أَنْ تُنْبِتَ فَتُنْبِتَ حَتَّى تَرُوحَ مَوَاشِيهِمْ مِنْ يَوْمِهِمْ ذَلِكَ أَسْمَنَ مَا كَانَتْ وَأَعْظَمَهُ ‏ ‏وَأَمَدَّهُ خَوَاصِرَ ‏ ‏وَأَدَرَّهُ ‏ ‏ضُرُوعًا وَإِنَّهُ لا يَبْقَى شَيْءٌ مِنْ الأَرْضِ إِلا وَطِئَهُ وَظَهَرَ عَلَيْهِ إِلا ‏‏مَكَّةَ ‏وَالْمَدِينَةَ‏ ‏لا ‏‏يَأْتِيهِمَا مِنْ ‏ ‏نَقْبٍ ‏ ‏مِنْ نِقَابِهِمَا إِلا لَقِيَتْهُ الْمَلَائِكَةُ بِالسُّيُوفِ صَلْتَةً حَتَّى يَنْزِلَ عِنْدَ ‏ ‏الظُّرَيْبِ الْأَحْمَرِ (‏ الرَّوابي الصِّغارُ الرَّوابِي ما أَشْرَف من الرَّمْلِ ) ‏عِنْدَ مُنْقَطَعِ ‏السَّبَخَةِ ‏‏فَتَرْجُفُ ‏ ‏الْمَدِينَةُ ‏ ‏بِأَهْلِهَا ثَلاثَ رَجَفَاتٍ فَلا يَبْقَى مُنَافِقٌ وَلا مُنَافِقَةٌ إِلا خَرَجَ إِلَيْهِ ‏ ‏فَتَنْفِي ‏ ‏الْخَبَثَ ‏‏مِنْهَا كَمَا يَنْفِي ‏‏الْكِيرُ ‏( الكِير الزِّقّ الذي يَنْفُخ فيه الحدّاد) ‏خَبَثَ ‏ ‏الْحَدِيدِ ‏ ‏وَيُدْعَى ذَلِكَ الْيَوْمُ يَوْمَ الْخَلاصِ فَقَالَتْ ‏ ‏أُمُّ شَرِيكٍ بِنْتُ أَبِي الْعَكَرِ ‏ ‏يَا رَسُولَ اللَّهِ فَأَيْنَ ‏ ‏الْعَرَبُ ‏ ‏يَوْمَئِذٍ قَالَ هُمْ يَوْمَئِذٍ قَلِيلٌ وَجُلُّهُمْ ‏ ‏بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ ‏ ‏وَإِمَامُهُمْ رَجُلٌ صَالِحٌ فَبَيْنَمَا إِمَامُهُمْ قَدْ تَقَدَّمَ ‏ ‏يُصَلِّي بِهِمْ الصُّبْحَ إِذْ نَزَلَ عَلَيْهِمْ ‏ ‏عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ ‏ ‏الصُّبْحَ فَرَجَعَ ذَلِكَ الإِمَامُ يَنْكُصُ يَمْشِي ‏ ‏الْقَهْقَرَى ‏ ‏لِيَتَقَدَّمَ ‏ ‏عِيسَى ‏ ‏يُصَلِّي بِالنَّاسِ فَيَضَعُ ‏ ‏عِيسَى ‏يَدَهُ بَيْنَ كَتِفَيْهِ ثُمَّ يَقُولُ لَهُ تَقَدَّمْ فَصَلِّ فَإِنَّهَا لَكَ أُقِيمَتْ ‏ ‏فَيُصَلِّي بِهِمْ إِمَامُهُمْ فَإِذَا انْصَرَفَ قَالَ ‏ ‏عِيسَى ‏ ‏عَلَيْهِ السَّلام ‏ ‏افْتَحُوا الْبَابَ فَيُفْتَحُ وَوَرَاءَهُ ‏ ‏الدَّجَّالُ مَعَهُ سَبْعُونَ أَلْفَ يَهُودِيٍّ كُلُّهُمْ ذُو سَيْفٍ مُحَلًّى( ما يُتَزَيَّن به من مصاغ الذهب والفضة) وَسَاجٍ (الطيلسان) فَإِذَا نَظَرَ إِلَيْهِ ‏ ‏الدَّجَّالُ ‏ ‏ذَابَ كَمَا يَذُوبُ الْمِلْحُ فِي الْمَاءِ وَيَنْطَلِقُ هَارِبًا وَيَقُولُ ‏عِيسَى ‏‏عَلَيْهِ السَّلام ‏إِنَّ لِي فِيكَ ضَرْبَةً لَنْ تَسْبِقَنِي بِهَا فَيُدْرِكُهُ عِنْدَ بَابِ ‏اللُّدِّ ‏الشَّرْقِيِّ فَيَقْتُلُهُ فَيَهْزِمُ اللَّهُ ‏الْيَهُودَ ‏ ‏فَلا يَبْقَى شَيْءٌ مِمَّا خَلَقَ اللَّهُ ‏يَتَوَارَى بِهِ يَهُودِيٌّ إِلا أَنْطَقَ اللَّهُ ذَلِكَ الشَّيْءَ لا حَجَرَ وَلا شَجَرَ وَلا حَائِطَ وَلا دَابَّةَ إِلا الْغَرْقَدَةَ فَإِنَّهَا مِنْ شَجَرِهِمْ لا تَنْطِقُ إِلا قَالَ يَا عَبْدَ اللَّهِ الْمُسْلِمَ هَذَا يَهُودِيٌّ فَتَعَالَ اقْتُلْهُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏وَإِنَّ أَيَّامَهُ أَرْبَعُونَ سَنَةً ( يوما) السَّنَةُ كَنِصْفِ السَّنَةِ وَالسَّنَةُ كَالشَّهْرِ وَالشَّهْرُ كَالْجُمُعَةِ وَءاخِرُ أَيَّامِهِ كَالشَّرَرَةِ يُصْبِحُ أَحَدُكُمْ عَلَى بَابِ ‏الْمَدِينَةِ ‏ ‏فَلا يَبْلُغُ بَابَهَا الآخَرَ حَتَّى يُمْسِيَ فَقِيلَ لَهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ كَيْفَ نُصَلِّي فِي تِلْكَ الْأَيَّامِ الْقِصَارِ قَالَ تَقْدُرُونَ فِيهَا الصَّلاةَ كَمَا تَقْدُرُونَهَا فِي هَذِهِ الْأَيَّامِ الطِّوَالِ ثُمَّ صَلُّوا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏فَيَكُونُ ‏ ‏عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ ‏ ‏عَلَيْهِ السَّلام ‏ ‏فِي أُمَّتِي حَكَمًا عَدْلا وَإِمَامًا ‏مُقْسِطًا ‏يَدُقُّ الصَّلِيبَ وَيَذْبَحُ الْخِنْزِيرَ ‏وَيَضَعُ ‏ ‏الْجِزْيَةَ ‏‏وَيَتْرُكُ الصَّدَقَةَ فَلا يُسْعَى عَلَى شَاةٍ وَلا بَعِيرٍ وَتُرْفَعُ الشَّحْنَاءُ وَالتَّبَاغُضُ وَتُنْزَعُ ‏ ‏حُمَةُ ‏ ‏كُلِّ ذَاتِ ‏ ‏حُمَةٍ ‏( يقال لِسَمّ العقرب الحُمَّة) ‏حَتَّى يُدْخِلَ الْوَلِيدُ يَدَهُ فِي ‏ ‏فِي الْحَيَّةِ فَلَا تَضُرَّهُ وَتُفِرَّ الْوَلِيدَةُ الأَسَدَ فَلَا يَضُرُّهَا وَيَكُونَ الذِّئْبُ فِي الْغَنَمِ كَأَنَّهُ كَلْبُهَا وَتُمْلأُ الأَرْضُ مِنْ السِّلْمِ كَمَا يُمْلأُ الإِنَاءُ مِنْ الْمَاءِ وَتَكُونُ الْكَلِمَةُ وَاحِدَةً فَلا يُعْبَدُ إِلا اللَّهُ وَتَضَعُ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا وَتُسْلَبُ ‏قُرَيْشٌ ‏مُلْكَهَا وَتَكُونُ الأَرْضُ ‏كَفَاثُورِ ‏ ‏الْفِضَّةِ ( الفاثور الخِوان، وقيل: طست أَو جامٌ من فضة أَو ذهب و الخِوَانُ الذي يُؤْكل عليه ) تُنْبِتُ ‏‏ نَبَاتَهَا  بِعَهْدِ ‏ ‏ءادَمَ ‏ ‏حَتَّى يَجْتَمِعَ ‏ ‏النَّفَرُ ‏ ‏عَلَى الْقِطْفِ( القِطف العنقود) مِنْ الْعِنَبِ فَيُشْبِعَهُمْ وَيَجْتَمِعَ ‏ ‏النَّفَرُ ‏ ‏عَلَى الرُّمَّانَةِ فَتُشْبِعَهُمْ وَيَكُونَ الثَّوْرُ بِكَذَا وَكَذَا مِنْ الْمَالِ وَتَكُونَ الْفَرَسُ بِالدُّرَيْهِمَاتِ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا يُرْخِصُ الْفَرَسَ قَالَ لا تُرْكَبُ لِحَرْبٍ أَبَدًا قِيلَ لَهُ فَمَا ‏ ‏يُغْلِي ‏ ‏الثَّوْرَ قَالَ تُحْرَثُ الأَرْضُ كُلُّهَا وَإِنَّ قَبْلَ خُرُوجِ ‏الدَّجَّالِ ‏‏ثَلاثَ سَنَوَاتٍ شِدَادٍ يُصِيبُ النَّاسَ فِيهَا جُوعٌ شَدِيدٌ يَأْمُرُ اللَّهُ السَّمَاءَ فِي السَّنَةِ الأُولَى أَنْ تَحْبِسَ ثُلُثَ مَطَرِهَا وَيَأْمُرُ الأَرْضَ فَتَحْبِسُ ‏ثُلُثَ نَبَاتِهَا ثُمَّ يَأْمُرُ السَّمَاءَ فِي الثَّانِيَةِ فَتَحْبِسُ ‏ ثُلُثَيْ  مَطَرِهَا وَيَأْمُرُ الأَرْضَ فَتَحْبِسُ ‏‏ثُلُثَيْ نَبَاتِهَا ثُمَّ يَأْمُرُ اللَّهُ السَّمَاءَ فِي السَّنَةِ الثَّالِثَةِ فَتَحْبِسُ مَطَرَهَا كُلَّهُ فَلا تُقْطِرُ قَطْرَةً وَيَأْمُرُ الأَرْضَ فَتَحْبِسُ نَبَاتَهَاكُلَّهُ فَلا تُنْبِتُ خَضْرَاءَ فَلا تَبْقَى ذَاتُ ‏ ‏ظِلْفٍ (الظِّلف ظفُرُ البَقرة والشاة والظبْي وما أَشبهها)‏ ‏إِلا هَلَكَتْ إِلا مَا شَاءَ اللَّهُ قِيلَ فَمَا يُعِيشُ النَّاسُ فِي ذَلِكَ الزَّمَانِ قَالَ التَّهْلِيلُ وَالتَّكْبِيرُ وَالتَّسْبِيحُ وَالتَّحْمِيدُ ‏ ‏وَيُجْرَى ذَلِكَ عَلَيْهِمْ مُجْرَى الطَّعَامِ‏. قَالَ ‏ ‏أَبُو عَبْد اللَّهِ ‏ ‏سَمِعْت ‏ ‏أَبَا الْحَسَنِ الطَّنَافِسِيَّ ‏ ‏يَقُولُ سَمِعْتُ ‏ ‏عَبْدَ الرَّحْمَنِ ‏الْمُحَارِبِيَّ  ‏يَقُولُ ‏ ‏يَنْبَغِي أَنْ يُدْفَعَ هَذَا الْحَدِيثُ إِلَى الْمُؤَدِّبِ حَتَّى يُعَلِّمَهُ الصِّبْيَانَ فِي الْكُتَّابِ . رواه ابن ماجه

وَأَخْرَجَ الْبَزَّار بِسَنَدٍ جَيِّد عَنْ أَبِي هُرَيْرَة ” سَمِعْت أَبَا الْقَاسِم الصَّادِق الْمَصْدُوق يَقُول : يَخْرُج مَسِيح الضَّلالَة فَيَبْلُغ مَا شَاءَ اللَّه أَنْ يَبْلُغ مِنْ الأَرْض فِي أَرْبَعِينَ يَوْمًا، فَيَلْقَى الْمُؤْمِنُونَ مِنْهُ شِدَّة شَدِيدَة ” الْحَدِيث.

عَنْ ‏ ‏أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ ‏ ‏قَالَ ‏

‏حَدَّثَنَا رَسُولُ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏قَالَ ‏ ‏الدَّجَّالُ ‏ ‏يَخْرُجُ مِنْ ‏‏ أَرْضٍ  بِالْمَشْرِقِ ‏‏ يُقَالُ ‏ لَهَا ‏ ‏خُرَاسَانُ ‏ ‏يَتْبَعُهُ أَقْوَامٌ كَأَنَّ وُجُوهَهُمْ ‏ ‏الْمَجَانُّ ‏ ‏الْمُطْرَقَةُ ‏.رواه الترمذي

و‏قَالَ ‏: ‏وَهَذَا ‏ ‏حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ .

‏عن ‏أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ‏ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏قَالَ ‏ ‏يَتْبَعُ ‏ ‏الدَّجَّالَ ‏ ‏مِنْ ‏ ‏يَهُودِ أَصْبَهَانَ ‏ ‏سَبْعُونَ أَلْفًا عَلَيْهِمْ ‏ ‏الطَّيَالِسَةُ .‏ رواه مسلم

 

 

 

< Previous Post

المهدي المنتظر

Next Post >

التّحذير من المنكر

Darulfatwa

40 Hector Street,
Chester Hill NSW 2162

P: +612 9793 3330
F: +612 9793 3103
info@darulfatwa.org.au

Darulfatwa World Map