س: مَن هُم المبشّرونَ بالجنّة ؟
الجواب:
الذين بُشّروا بالجنةِ في مجلِس واحِد،في نَسَقٍ واحِدٍ سمّاهُم الرّسولُ عشَرة لكنّ الرّسولَ بَشّرَ غَيرَ هؤلاءِ أيضًا بشَّرَ شَخصًا بمفرَدِه وبَشّرَ ثَلاثة، مرّةً قال: أبو بكرٍ في الجنّةِ وعُمر في الجنّة وعثمان في الجنّةِ وعليٌّ في الجنّةِ وطَلحةُ بنُ عُبَيد الله في الجنّة والزّبير بنُ العَوامّ في الجنّة إلى أن أكمَلَ العشَرة، عاشِرُهم سعيدُ بنُ زَيد. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:” أَبُو بكرٍ في الجَنَّةِ، وعُمَرُ في الجَنَّةِ، وعُثْمَانُ في الجَنَّةِ، وعليٌّ في الجَنَّةِ، وطلحَةُ في الجَنَّةِ، والزُّبَيْرُ في الجَنَّةِ، وعَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ عوفٍ في الجَنَّةِ، وسَعْدُ بنُ أبي وقَّاصٍ في الجَنَّةِ، وأَبُو عُبَيْدَةَ بنُ الجَرَّاحِ في الجَنَّةِ، وسَعِيْدُ بنُ زيدٍ في الجَنَّةِ“اهـ رواه أحمد والترمذي وأبو داود وابن ماجه والنسائي والطبراني في الثلاثة، وابن حبان في صحيحه، والطيالسي، وابن أبي عاصم، والضياء المقدسي في المختارة، وأبو نعيم، وابن أبي شيبة وغيرهم.
هؤلاء يقال لهم العشَرة المبشّرون، وهناكَ أُناسٌ بشّرهُم على وَجْه الإفراد، ومِنَ الذينَ بشّرَهُم على وجه الإفراد عبدُ الله ابنُ سَلام الذي كان يَهوديًّا وكانَ أَعْلَمَ عُلَماء اليهودِ مِن أهلِ المدينة ثم أَسْلَم وحَسُنَ إسْلامُه هذا بشّرَهُ الرّسولُ بالجنّة، رواه مسلم وغيره، وقالَ عن عليّ وبلالٍ وعمّار: إنّ الجنّةَ تَشتاقُ إلى ثلاثةٍ عَليّ وعمّار وبلال، رواه الترمذي وغيره، وبشَّر أيضًا أهلَ أُحُدٍ وأهلَ بَدْر وأهلَ بَيْعَةِ الرّضْوان قال ” لا يَدخُل أحَدٌ ممّن شَهِدَ بَدْرًا والحُدَيْبِيَة النّار” رواه الطبراني وابن ماجه، وثبت أنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أخبر بأن الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة، وأن عكاشة منهم، وثابت بن قيس وغيرهم.
أمّا مِن النِّساءِ فقَد بشّرَ أمَّ حَرام بنت مِلْحَان وبَشّرَ أمَّ وَرقَة، هذه أمّ ورقَة كانت طلَبت منْ رسولِ الله أنْ يَأذَنَ لها بأنْ تؤُمَّ أهلَ دارِها أي النّساء فأَذِنَ لها، وكانَ يقولُ لأبي بكرٍ وعُمَر: قُومُوا بنا نزُور الشّهيدة، ثم تَفَسّرَ كلامُ رسولِ الله بعدَ وفَاتِه وذلكَ أنّ أمَّ ورَقَة كانَ لها عَبِيد “تَستَعبِدُهم” بالطّريقة الشّرعية فهَجَما عليها ذاتَ يوم وغَمّاها، خَنقَاها، فمَاتَت، تحققَت لها الشّهادةُ فهيَ مِن أهلِ الجنّة لأنها قُتِلَت ظُلمًا، وهذه الحادثةُ حصَلَت في خِلافةِ عُمر فأَدرَك هذان العَبْدان المملُوكان فقتلَهُما عمرُ قِصَاصًا.
هذان العَبدان ما وردَ عنهُما شَىءٌ في ذلكَ لكنّ الظّاهرَ أنهما كانا مسلمانِ لكنّهما فاسِقان حدّثَتهُما أنفُسهما كيف نَظلُّ في استِعبادِ هذه المرأة فأَرادا أن يَقتلاها ثم يفِرّا حتى يَعيشَا حُرَّين، ولا يَدرِيانِ أنّ العَبدَ المملوكَ إذا أبِقَ مِن سيّدِه يكونُ فاسقًا عندَ الله تعالى.