التحذير من المنكر
الحمدُ للهِ ربِّ العَالمينَ وصَلّى اللهُ وسلَّم على سيِّدِنَا محمدٍ وعلى ءالِه وصَحبِه الطّيّبِين الطّاهِرينَ أمّا بعدُ فَقد قالَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: ” إنّ النّاسَ إذَا رَأَوا المنكَرَ فَلَم يُغَيّرُوه أَوشَكَ أَن يَعُمَّهُمُ اللهُ بعِقَابٍ “رواه الإمام أحمد.
كلُّ مَا حَرّمَ اللهُ يُقَالُ لَهُ مُنكَرٌ، وأَكبَرُ المنكَرِ الكُفرُ، مَعنى الحديثِ أنّ النّاسَ إذَا رَأوُا المنكَرَ فَلَم يُغَيّرُوهُ أي فلَم يمنَعُوه أوشكَ أَن يَعُمَّهُمُ اللهُ بعِقَابٍ في الدُّنيا قَبلَ الآخِرةِ ثم في الآخرةِ أَيضًا لهم عُقُوبةٌ، أَوشَكَ مَعناه قَريبٌ، لأنّه فَرضٌ إنكَارُ المنكَر على مَن استَطاعَ.
في بَني إسرائيلَ كانَ نَاسٌ تَركُوا إنكارَ المنكرِ اللهُ تَعالى ابتَلاهُم فمُسِخُوا قِردَةً وخَنازِيرَ ثم ماتُوا ولم يَعِيشُوا ، الله تعَالى أفناهُم، الرسولُ علَيه الصلاةُ والسلام قالَ :” سَيكُونُ في أُمَّتي مَسْخٌ وخَسْفٌ وقَذْفٌ “رواه ابنُ ماجه من حديث عبد الله بن عمرو، ورواه الطبراني.
يَحصُل مَسخٌ أي يُمسَخُوا مِن صُورَةِ البشَرِ إلى صُورةِ القِردَة والخنَازِير، وخَسْفٌ أي بَعضُهُم تَبلَعُهُمُ الأرضُ ، وقَذْفٌ مَعنَاهُ يُرمَونَ مِنَ السّماءِ بالحِجَارة فيَمُوتُونَ، اللهُ أَعلَمُ مَتى يَكُونُ هَذا ، قالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” سيَكُون في هَذهِ الأُمّةِ مَسخٌ وخَسفٌ وقَذفٌ “.
القَذفُ حَصَلَ لِكُفَّارِ الحبَشةِ الذينَ جَاؤوا لِيَهدِمُوا الكَعبَة قَبلَ سيدِنا محمدٍ في العَام الذي وُلِدَ فيه سيدُنَا محمدٌ ، مَلِكُ الحبَشة كانَ يَحكُم اليمَن ثم جاءَ بعضُ أَهلِ اليَمنِ فتَغَوّط في كنِيسَتهِم، فغَضِبَ مَلِكُ الحبَشةِ وقالَ لأهدِمَنّ كَعبتَهُم، فسَلّطَ اللهُ عَليهِم الطَّير يَرمِيهِم بالحجَارةِ يَدخُلُ مِن رَأسِهِم ويخرُجُ مِن أَسفَلَ ، اللهُ أَبادَهُم، وقَبلَ ذَلكَ حَصلَ أيضًا .
في عَامِ الفِيل وُلِدَ رَسُولُ اللهِ ثم بَعدَ أَربَعِينَ سنةً نَزل عليه الوَحيُ بالنُّبُوةِ.