الجواب:
هذا قول ابن عطاء الله الاسكندراني الصوفي (أحمد بن محمد) توفي سنة 709 هجرية: ” وُرُودُ الفَاقَاتِ أَعيَادُ المُرِيدِينَ” معناهُ وُرُودُ المصائِبِ عيدٌ للمريدينَ أي لطلابِ الآخرةِ المُقبِلِينَ عليهَا، فإنَّ هؤلاءِ إنْ بَلَغَهُم الفقرُ بعدَ أْن كانُوا بِحَالَةِ بَسطٍ يَعتَبِرُونَهُ عِيدًا فيَزِيدُونَ في الطاعةِ بَدَلَ أَنْ يَنْقَلِبُوا أو يُخَفِّفُوا. معناه المريد الصادق إذا ابتلي يفرح لأنه على يقين أن الصبر على البلاء نعمة للمؤمن فهو إما تكفير خطايا وإما رفع درجات.
وقد صَحَّ عن رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أنهُ قال:”إنَّ مِنَ الصالِحينَ مَنْ فَرَحُهُم بالبَلاءِ أَشدُّ من فَرَحِ النَّاسِ بالعَطَاءِ” من شدةِ ما تَمَكَّنَ في نفوسِهِم الرِضَا عن اللهِ يَفرحُونَ بالبلاءِ أكثرَ من فَرَحِ الناسِ بالعطاءِ؛ لأنَّ هؤلاء من الذين قال اللهُ فيهم:{رَضِيَ اللهُ عنهُم ورَضُوا عنهُ} معناهُ يُسَلِّمونَ للهِ تَسلِيمًا كامِلاً، مهمَا أصابَهُم مِنَ المصائبِ فإنَّهُم لا يَخرجُونَ عن الرضَا عن الله، الرضَا عن اللهِ مرتبةٌ عاليةٌ لا يَصِلُ إليهَا إلا القليلُ من عبادِهِ.