خطبةُ عِيدِ الْفِطْرِ الْمُبَارَكِ 1446هـ -2025
اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ،
اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ،
اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ وَلِلَّهِ الْحَمْدُ.
اللَّهُ أَكْبَرُ مَا تَعَاقَبَتِ الْأَعْيَادُ وَالْمَسَرَّاتُ، وتَعَاوَنَتْ عَلَى الْبِرِّ الْمُجْتَمَعَاتُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ رَبُّ الْبَرِيَّاتِ، اللّهُمَّ إنَّا نُوَحِّدُكَ وَلَا نَحُدُّكَ. وَنُؤْمِنُ بِكَ وَلَا نُكَيِّفُكَ. وَنَعْبُدُكَ وَلَا نُشَبِّهُكَ. وَنَعْتَقِدُ أَنَّ مَنْ شَبَّهَكَ بِخَلْقِكَ مَا عَرَفَكَ.
وَأَشْهَدُ أَنَّ سَيِّدَنَا وَنَبِيَّنَا مُحَمَّدًا عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ الْمَبْعُوثُ بِالرَّحَمَاتِ، صَلَّى اللَّهُ وَسَلَّمَ عَلَى سَيّدِنِا مُحَمّدٍ وَعَلَى ءالِهِ وَصَحْبِهِ أُولِي الْفَضَائِلِ وَالْمَكْرُمَاتِ.
أَمَّا بَعْدُ: فَأُوصِيكُمْ عِبَادَ اللَّهِ بِتَقْوَى رَبِّكُمْ، وَالْفَرَحِ بِعِيدِكُمْ، الَّذِي نُبَارِكُ لَكُمْ قُدُومَهُ، سَائِلِينَ اللَّهَ تَعَالَى أَنْ يُعِيدَهُ عَلَيْنَا وَعَلَى مُجْتَمَعَاتِنَا؛ بِكُلِّ فَرَحٍ وَخَيْرٍ، وَسَعَادَةٍ وَبِرٍّ. {قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ (58)}
أَيُّهَا السُّعَدَاءُ بِالْعِيدِ: يقول اللهُ تعالى: {وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (185)}
نَدَبَنَا الحَقُّ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى إِلَى التَّكْبِيرِ وَالشُّكْرِ عَلَى مَا هَدَانَا إِلَيْهِ مِنَ الصِّيامِ وَالقِيَامِ وَتِلَاوَةِ القُرْءانِ، وَسَائِرِ الطَّاعَاتِ الّتِي يَسَّرَ لَنَا سُبُلَهَا فِي شَهْرِ رَمَضَانَ المُبَارَكِ، وَحَقَّقَ لَنَا نِعْمَةَ التَّمَامِ وَالكَمَالِ. مِصْدَاقًا لِقَوْلِ النَّبِيِّ ﷺ: «لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ؛ فَرْحَةٌ عِنْدَ فِطْرِهِ وَفَرْحَةٌ عِنْدَ لِقَاءِ رَبِّهِ» رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ،
وَلِقَولِهِ ﷺ: «إِنَّ لِكُلِّ قَوْمٍ عِيدًا، وَهَذَا عِيدُنَا» رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ،
اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ، وَلِلَّهِ الْحَمْدُ
أَيُّهَا الْمُحْتَفُونَ بِالْعِيدِ: مَا رَمَضَانُ الَّذِي وَدَّعْتُمُوهُ إِلَّا مَوسِمُ بِرٍّ، فِيهِ اتَّحَدْتُمْ عَلَى هِلَالٍ وَاحِدٍ، وَتَعَاوَنْتُمْ عَلَى الْخَيْرِ يَدًا بِيَدٍ؛ وَشُعُورٌ وَشَعَائِرُ، وَعَطَاءٌ وَإِحْسَانٌ، وبِرُّ وَالِدَيْنِ، وَصِلَةُ أَرْحَامٍ، وَعَطْفٌ عَلَى الفُقَرَاءِ، وَإِكْرَامٌ لِلْجِيرَانِ، وغيرُ ذلك، وَهَكَذَا الْمُؤْمِنُ الصّالِحُ، يُعَامِلُ غيرَه بِمِيزَانِ الْبِرِّ الْأَمْثَلِ، وَمِعْيَارِ الْمُرُوءَةِ الْأَكْمَلِ.
فَطُوْبَى لِمَنِ اسْتَقْبَلَ العِيْدَ بِصَفَاءِ سَرِيْرَةٍ وَبِنَقَاءِ قَلْبٍ، مِنْ حَسَدٍ وَحِقْدٍ وَكِبْرٍ وَإِسَاءَةِ ظَنٍّ بِإِخْوَانِهِ، وَاسْتَمَرَّ عَلَى طَاعَةِ اللّهِ بَعْدَ رَمَضَانَ.
اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ، وَلِلَّهِ الْحَمْدُ
أَقُولُ قَوْلِي هَذَا وَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ لِي وَلَكُمْ، فَاسْتَغْفِرُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ.
الْخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ:
اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ،
اللَّهُ أَكْبَرُ، وَلِلَّهِ الْحَمْدُ.
اللّهُ أَكْبَرُ كَبِيرًا، وَالحَمْدُ لِلّهِ كَثِيرًا، وَسُبْحَانَ اللّهِ بُكْرَةً وَأَصِيْلًا، {فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ (17) وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَعَشِيًّا وَحِينَ تُظْهِرُونَ (18)}، وَصَلّى اللّهُ وَسَلَّمَ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ سَيِّدِ الأَوَّلِيْنَ وَالآخِرِيْنَ، أَفْضَلِ مَنْ صَامَ وَقَامَ، وَعَظَّمَ الشَّعَائِرَ العِظَامَ، وَعَلَى ءالِهِ الطَّيِّبِينَ الأَطْهَارِ، وَصَحَابَتِهِ الغُرِّ المَيَامِينِ الأَبْرَارِ، وَعَلَى التَّابِعِيْنَ لَهُمْ بِإِحْسَانٍ فِيْ الجَهْرِ وَالإِسْرَارِ.
أَمَّا بَعْدُ عِبَادَ اللّهِ فَأُوْصِيْكُمْ بِتَقْوَى اللّهِ، يَقُولُ اللّهُ تَعَالَى:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (102)}
وَأُذَكِّرُكُمْ بِمَا رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: «فَرَضَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ زَكَاةَ الْفِطْرِ طُهْرَةً لِلصَّائِمِ مِنَ اللَّغْوِ وَالرَّفَثِ، وَطُعْمَةً لِلْمَسَاكِينِ»،
وَبِمَا رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ قَالَ: «مَنْ صَامَ رَمَضَانَ، ثُمَّ أَتْبَعَهُ سِتًّا مِنْ شَوَّالٍ، كَانَ كَصِيَامِ الدَّهْرِ».
وَلَا تَنْسَوْا زِيَارَةَ قُبُوْرِ المُسْلِمِينَ وَالدُّعَاءَ لَهُمْ وَقِرَاءَةَ القُرْءَانَ عِنْدَهُمْ.
وَاعْلَمُوا أَنَّ اللّهَ تَعَالَى أَمَرَكُمْ بِأَمْرٍ عَظِيْمٍ، أَمَرَكُمْ بِالصَّلَاةِ عَلَى نَبِيِّهِ المُصْطَفَى الكَرِيْمِ فَقَالَ سُبْحَانَهُ:
{إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا (56)}
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى ءَالِ مُحَمَّدٍ كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى ءَالِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ اللَّهُمَّ بَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى ءَالِ مُحَمَّدٍ كَمَا بَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى ءَالِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ.
اللّهُمَّ إِنّا دَعَوْنَاكَ فَاسْتَجِبْ لَنَا دُعَاءَنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا، اللَّهُمَّ اجْعَلْ عِيدَنَا هَذَا عِيدَ سَعَادَةٍ وَسُرُورٍ، وَهَنَاءٍ وَحُبُورٍ، اللَّهُمَّ الْطُفْ بِإِخْوَانِنَا فِي فِلَسْطِينَ وَلُبْنَانَ وَسوريا وَالعِرَاقِ وَالسُّودَانِ وَسَائِرِ البُلْدَانِ.
عِبَادَ اللَّهِ: كُلُّ عِيدٍ وَأَنْتُمْ بِخَيْرٍ.
تَقَبَّلَ اللَّهُ مِنَّا وَمِنْكم.