الحمد لله و صلى الله وسلم على سيدنا محمد و ءاله وأصحابه الطيبين الطاهرين ، أما بعد:
فهذه الأبيات المسماة “مقتضى الشهادتين للنابلسي” التي نظمها الشيخ عبد الغني النابلسي رحمه الله المتوفى سنة 1143 هـ في بيان العقيدة السنية التي كان عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه ومن تبعهم بإحسان .
مَعرِفَةُ اللهِ عليكَ تُفتــرَضْ بأنَّهُ لا جَوْهَــرٌ ولا عَــــرَضْ
وليسَ يحويهِ مكانٌ لا وَلا تُدرِكُهُ العُقُـــولُ جَلّ وَعَــــــلا
لا ذاتُهُ يُشْبِهُ للـــــــذَّوَاتِ ولا حَكَـــت صِفَاتُهُ الصّفَاتِ
فرْدٌ لنا بهِ تتَـِـــــمَ المَعْرِفَةْ وواحــــدٌ ذاتاً وفِعــْــــلاً وَصِفَةْ
فَهُوَ القَديمُ وَحْدَهُ وَالبَاقِي في القَيْدِ نَحْنُ وَهُوَ في الإطْلاقِ
وَهُوَ السَّمِيعُ وَالبَصِيرٌ لم يَزَلْ بِغَيْرِ مَا جَارِحَةٍ وَفِـــي الأَزَلْ
لَهُ كَلامٌ لَيْسَ كَالمَعْرُوفِ جَلّ عَنِ الأَصْوَاتِ وَالحُرُوفِ
أَرْسَلَ رُسْلَهُ الكِرَامَ فِينَا مُبَشِّرِينَ بـَـــلْ وَمُنْذِرِيـــــــنَا
أَيَّدَهُمْ بِالصِدْقِ وَالأَمَانَهْ وَالحِفْظِ وَالعِصْمَةِ وَالصِّيَانَهْ
أَوَّلُهُمْ ءادَمُ ثـُـمَّ الآخِرُ مُحَمَّدٌ وَهُوَ النبيُ الفَاخِـــرُ
وَصَحْبُهُ جَمِيعُهُمْ عَلَى هُدَى تَفْضِيلُهُم مُرَتّبٌ بِلا اعتــِـــدَا
فَهُمْ أَبُو بَكْرٍ وَبَعْدَهُ عُمَرْ وَبَعْدَهُ عُثْمَانُ ذُو الوَجْهِ الأَغَرْ
ثمَّ عَليٌ ثُمَّ بَاقِي العَشَرَهْ وَهِيَ التي في جَنَّةٍ مُبَشَّــــرَهْ
وَكُلُّ مَا عَنْهُ النَّبيُ أخْبَرَا فَإِنــَّـهُ مُحَقَّـــقٌ بِلا امْتِرا
مِنْ نَحْوِ أمْرِ القَبْرِ وَالقِيَامَهْ وَكُلِ مَا كَانَ لـَهُ عَلامـَــــــهْ
مِثْلُ طُلُوعِ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَـا وَقِصَّةِ الدَّجَّالِ كــُــنْ مُنْتَبِها
هَذَا هُوَ الحَقُّ المُبِينُ الوَاضِحُ وَبِالذِي فِيهِ الإِنــَاءُ نَاضِحُ