قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :” القبرُ إمَّا رَوْضَةٌ مِنْ رياضِ الجنَّةِ وإمَّا حُفْرةٌ مِنْ حُفَرِ النيرانِ “.
المعنى أنَّ الإنسانَ إذا دُفِنَ فإمَّا أنْ تكونَ حالتُهُ حالةً طيبَةً هنيئةً لا يلْقَى في قبرِهِ شيئًا مِنَ المزْعِجاتِ كالهوامِّ كالنمْلَةِ والحيَّةِ والعَقْرَبِ. بل يكونُ أنعَمَ بعدَ دخولِهِ القبرَ أكثرَ مِمَّا كانَ في حالِ صِحَّتِهِ قبلَ موتِه وإمَّا أنْ يكونَ بحالةِ شِدَّةٍ ونكَدٍ لا يحيطُ بهِ عِلمًا إلا اللهُ تباركَ وتعَالى.
ورُويَ عن سيدنا عيسى عليهِ السلامُ حِكَايةٌ تقَوِّي يقينَ المؤمنِ، كانَ عيسى ابنُ مَريمَ ذاتَ يومٍ مع أناسٍ مِنْ أتباعِهِ المؤمنينَ فوقَفوا على قبرٍ فقالَ الذينَ مع سَيِّدِنا عيسى مَا أضْيَقَهُ معناهُ القبرُ بقعةٌ صغيرةٌ فقالَ لهم المسيحُ عليهِ السلامُ:” بطونُ الأمَّهاتِ التي كنتم فيها أضيقُ من هذا، وإنَّ اللهَ يُوَسِعُهُ على من يشاءُ “، أي هذا القبرُ الذي تَرَوْنهُ مِسَاحَةً ضَيِّقَةً يُوسِّعُهُ اللهُ على من يشاءُ.