Wed, 13th Nov, 2024 /
12 Jumādā al-Ula, 1446
الأربعاء ١٣ , نوفمبر , ٢٠٢٤ / 12 جُمَادَىٰ ٱلْأُولَىٰ , 1446

      إِنَّ الحمدَ للهِ نحمدُه ونَستعينُه ونَستهديه ونشكرُه، ونعوذُ باللهِ مِنْ شُرورِ أنفُسِنا ومن سيئاتِ أعمالِنا، مَن يهدِ اللهُ فلا مُضلَّ له ومن يُضلِلْ فلا هاديَ له، وَأَشهدُ أنْ لا إلٰه إلا اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ ولا مثيلَ لَه، ولا ضِدَّ وَلا نِدَّ له، وَأَشهدُ أنَّ سيِّدَنا وحبيبَنا وعظيمَنا وقائدَنا وقرَّةَ أعيننا محمدًا عبدُهُ ورسولُهُ وَصَفِيُّهَ وحبيبُهُ، بَلَّغَ الرِّسالَةَ وَأَدَّى الأَمانَةَ وَنَصَحَ الأُمَّةَ فَجَزاهُ اللهُ عَنّا خَيرَ ما جَزَى نَبِيًّا مِنْ أَنبيائِهِ. اللهمَّ صلِّ على سيدِنا محمدٍ خَيرِ الكائِناتِ وعلى سائِرِ إِخْوانِهِ مِنَ النبِيِّينَ المؤَيَّدِينَ بِالمعجِزاتِ الباهِراتِ وَسَلِّم تَسْلِيمًا كَثِيرا.

      أما بعد فإني أوصيكم ونفسي بتقوى الله العلي القدير القائلِ في محكم كتابه: [ولَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآيَاتِنَا أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللّهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ].

      وقد أخرج مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «أَفْضَلُ الصِّيَامِ، بَعْدَ رَمَضَانَ، شَهْرُ اللهِ الْمُحَرَّمُ، وَأَفْضَلُ الصَّلَاةِ، بَعْدَ الْفَرِيضَةِ، صَلَاةُ اللَّيْلِ».

       هذا الحديث صريح في أن أفضلَ ما تُطوعَ به من الصيام بعد رمضان صومُ شهر الله المحرم. سيما عاشوراء، وهو يوم العاشر منه، وهو له فضيلة عظيمة وحرمة قديمة، وصومه لفضله كان معروفا بين الأنبياء عليهم السلام وقد صامه نوح وموسى عليهما السلام.

وورد أن قريشا كانت تعظمه، وتكسو فيه الكعبة، وأن أهل الجاهلية يصومونه.

        روى الإمام أحمد في مسنده عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: مَرَّ النَّبِيُّ ﷺ بِأُنَاسٍ مِنَ الْيَهُودِ قَدْ صَامُوا يَوْمَ عَاشُورَاءَ، فَقَالَ: «مَا هَذَا مِنَ الصَّوْمِ؟»  قَالُوا: هَذَا الْيَوْمُ الَّذِي نَجَّى اللهُ مُوسَى وَبَنِي إِسْرَائِيلَ مِنَ الْغَرَقِ، وَغَرَّقَ فِيهِ فِرْعَوْنَ، وَهَذَا يَوْمٌ اسْتَوَتْ فِيهِ السَّفِينَةُ عَلَى الْجُودِيِّ، فَصَامَ نُوحٌ وَمُوسَى شُكْرًا لِلَّهِ، فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «أَنَا أَحَقُّ بِمُوسَى، وَأَحَقُّ بِصَوْمِ هَذَا الْيَوْمِ»، فَأَمَرَ أَصْحَابَهُ بِالصَّوْمِ.اهـ

       روى البخاري واللفظ له ومسلم أن رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قال: «هَذَا يَوْمُ عَاشُورَاءَ وَلَمْ يَكْتُبِ اللَّهُ عَلَيْكُمْ صِيَامَهُ، وَأَنَا صَائِمٌ، فَمَنْ شَاءَ فَلْيَصُمْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيُفْطِرْ»

        وروى مسلم عَنْ أَبِي قَتَادَةَ الأَنْصَارِيِّ رضي الله عنه قَالَ: وَسُئِلَ – أي رسول الله –عَنْ صَوْمِ يَوْمِ عَاشُورَاءَ؟ فَقَالَ: «يُكَفِّرُ السَّنَةَ الْمَاضِيَةَ»، وفي لفظ: «وَصِيَامُ يَوْمِ عَاشُورَاءَ، أَحْتَسِبُ عَلَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ».اهـ

       ويسن أيضا صيام تاسوعاء، وهو تاسع المحرم، فقد روى مسلم عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «لَئِنْ بَقِيتُ إِلَى قَابِلٍ لَأَصُومَنَّ التَّاسِعَ». ولكن مات رسول الله ﷺ قبله.

      بل نصّ الإمام الشافعيُ رضي الله عنه في كتابه الأم وكتابه الإملاء على صوم التاسوعاء والعاشوراء والحادي عشر.

          إخوةَ الإيمان، إن العاشرَ من المحرّم، أي يومَ عاشوراء، مَليءٌ بالخيرات والفضائل والحوادث والعبر والصبر والدروس، وهو مشهورٌ عند الأواخر والأوائل، في يومِ عاشوراءَ تابَ الله تعالى على سيدِنا ءادمَ عليه السلام، وفي يومِ عاشوراءَ نجَّى الله سيدَنا نوحا عليه السلام وأنزله من السفينة محفوفًا بالنصر، وفي يومِ عاشوراءَ أظهرَ اللهُ سيدَنا موسى عليه السلامُ على فرعونَ الطاغيةِ الظالمِ، وفلَقَ اللهُ لسيدِنا موسى ولبني إسرائيلَ البحر، وفيه أُخرجَ سيِّدُنا يونُسُ عليه السلام من بطنِ الحوتِ، وتاب الله فيه على قوم يونس، وفيه حصلت غزوةُ ذاتِ الرِّقاع، وفي يوم عاشوراءَ في يوم الجمُعةِ في سنةِ إحدى وسِتين من الهجرةِ، كانتِ الفاجعةُ التي ألـمّتْ بالمسلمين بمقتلِ سِبْطِ رسولِ الله ﷺ، بمقتلِ أبي عبدِ الله الحسينِ بنِ عليٍ حفيدِ رسولِ الله ﷺ ابنِ بِـنْتِهِ فاطمةَ رضي الله عنهما، على أيدي فئةٍ ظالمةٍ فماتَ الحُسينُ شهيدا سعيدا، وهو ابن ست وخمسين سنة وشىء وقيل وهو ثمان وخمسين سنة، وهو الذي قال فيه جدُّه ﷺ وفي أخيه: «الْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ سَيِّدَا شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ» رواه الترمذيُّ وأحمدُ والطبرانيّ وغيرهم. وقال: «حُسَيْنٌ مِنِّي وَأَنَا مِنْ حُسَيْنٍ» رواه أحمد والبخاري في الأدب المفرد والترمذي وابن حبان وغيرهم، أي محبتي له كاملة ومحبتُه لي كاملة.

         وليعلم أنّ ما حصل لسيدنا الحسين عليه السلام هو سنة الله في الدعاة إلى دينه، فهذا سيدنا نوح عليه السلام يدعو قومه إلى ما فيه خيرهم وصلاح دنياهم وءاخرتهم، يدعوهم إلى عبادة الله الواحد، وترْكِ الإشراك به تسعمائة وخمسين سنة، فيُضرب بالحجارة ويُشدخُ رأسُه بالصخر حتى يحمل مغشيا عليه ولا يؤمنُ به إلا نحو ثمانين شخصا، وسيدنا إبراهيم عليه السلام يرمى في النيران، والنار تكون بردا وسلاما عليه، ويحيى عليه السلام يُقطع رأسه، وزكريا عليه السلام يُنشر بالمنشار، وموسى عليه السلام يَكيد له الطاغيةُ فرعون وينكِّلُ بمن ءامن به، وسيدنا عيسى عليه السلام يريدون صلبه على الألواح، [وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ] {النساء:157}، وها هو خير الخلق محمد ﷺ يُبعث في قوم يعبدون الأصنام والأوثان وتلهو بهم الشياطين، فيدُلّـهم على ما فيه فلاحهم وخلاصهم من غياهب الجهل ويقول لهم « قولوا لا إله إلا الله تفلحوا» فيُرمى بالحجارة حتى يسيلَ الدم من قدميه الطاهرتين، ويقول سيدنا محمد ﷺ «اللهم إن لم يكن بك سخط عليَّ فلا أبالي »،

        ويُقتل ءالُ ياسر لإيمانهم بمحمد، وبلال يُضرب وسط الصحراء ويُوضَعُ الصخرُ على صدره وهو يقول: «أَحدٌ أحدٌ» فيقول له المشركون: «ألا تعرف غيرَ هذه الكلمة» فيجيبهم بقلب ثابت: «لو كنتُ أعرفُ كلمةً تغيظكم أكثر منها كنتُ قلتها» وذلك لما فيها من توحيد الله وتنزيهه عن الشريك والشبيه والمثيل والند والنظير، ويخرج المؤمنون من ديارهم، وتُدَك بيوتهم وتُسلَب أموالهم، وفي غزوة أحد، يُقتل عمُّ رسول الله ﷺ سيدُ الشهداء حمزة بن عبد المطلب صياد الأسود ويُقتلَعُ كبدُه من جسده.

        وهذا الفاروق عمر بن الخطاب يُقتل وهو قائم يصلي في المحراب صلاة الفجر، وهو يقرأ القرآن، وهذا عثمان ذو النورين يُقتل وهو محصور في داره، وهذا عليّ المرتضى يُقتل وهو خارج إلى صلاة الفجر.

       نعم إنها سنةُ الله في الدعاة إلى دينه، وفي هذا المقام لا بد من التنبيه إلى أمر عظيم، ألا وهو أنّ من ناصر الحقَّ، وكان في صفِّه ومعه، هو المنصور حقا، وإن ظُلِم وقتل، وإن نُكل به ولو قُطّعَ أجزاءً صغيرة، فهو الرابح الفائز على الحقيقة، وأنّ مَن جانبَ الحقّ وعادى أهلَه هو الخاسر المخذول.

        ومن هنا نقول أيضا إن أبا عبد الله الحسين عليه السلام ما خرج إلا ليطلب الإصلاح في أمة جده رسول الله ﷺ، ولم يخرج أشرا ولا بطرا، فقُتِل عليه السلام مظلوما، ومنعوه أن يرِدَ الماءَ فيمن ورد، وأن يرحل عنهم إلى بلد، وسبَوا أهلَه وقتلُوا الولد.

        إنه الحسينُ، إنه الحسينُ الذي كان رسول الله ﷺ مِنْ حبِّه يُقبِّلُ شفتيه، ويحملُه كثيرا على عاتقيه، فلو رءاه مُلقًى على أَحَدِ جانبيه، والسيوفُ تأخذُه، والأعداء حواليه، لغضب الرسولُ من ذلك ولعزَّ عليه.

        إنه الحسين الذي ورد فيه ما رواه الإمام أحمد وغيرُه عن ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ مَلَكَ الْمَطَرِ اسْتَأْذَنَ رَبَّهُ أَنْ يَأْتِيَ النَّبِيَّ ﷺ، فَأَذِنَ لَهُ، فَقَالَ لِأُمِّ سَلَمَةَ: «امْلِكِي عَلَيْنَا الْبَابَ، لَا يَدْخُلْ عَلَيْنَا أَحَدٌ»، وَجَاءَ الْحُسَيْنُ لِيَدْخُلَ فَمَنَعَتْهُ، فَوَثَبَ فَدَخَلَ فَجَعَلَ يَقْعُدُ عَلَى ظَهَرِ النَّبِيَّ ﷺ، وَعَلَى مَنْكِبِهِ، وَعَلَى عَاتِقِهِ، فَقَالَ الْمَلَكُ لِلنَّبِيِّ ﷺ: «أَتُحِبُّهُ؟» قَالَ: «نَعَمْ»، قَالَ: أَمَا إِنَّ أُمَّتَكَ سَتَقْتُلُهُ، وَإِنْ شِئْتَ أَرَيْتُكَ الْمَكَانَ الَّذِي يُقْتَلُ فِيهِ، فَضَرَبَ بِيَدِهِ فَجَاءَ بِطِينَةٍ حَمْرَاءَ، فَأَخَذَتْهَا أُمُّ سَلَمَةَ فَصَرَّتْهَا فِي خِمَارِهَا. قَالَ ثَابِتٌ البناني: «بَلَغَنَا أَنَّهَا كَرْبَلَاءُ».اهـ

       ووُجِدَ بِالْحُسَيْنِ حِينَ قُطع رأسُه ثَلَاثٌ وَثَلَاثُونَ طَعْنَةً، وَأَرْبَعٌ وَثَلَاثُونَ ضَرْبَةً. واستشهد مِنْ أَصْحَابِ الْحُسَيْنِ اثَنَانِ وَسَبْعُونَ نَفْسًا، وقُتِلَ مَعَهُ مِنْ وَلَدِهِ وَإِخْوَتِهِ وَأَهْلِ بَيْتِهِ ثَلَاثَةُ وَعِشْرُونَ رَجُلًا، منهم مِنْ أَوْلَادِ عَلِيٍّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: جَعْفَرٌ، وَالْحُسَيْنُ، وَالْعَبَّاسُ، وَمُحَمَّدٌ، وَعُثْمَانُ، وَأَبُو بَكْرٍ. وَمِنْ أَوْلَادِ الْحُسَيْنِ عَلِيٌّ الْأَكْبَرُ وَعَبْدُ اللَّهِ. وَمِنْ أَوْلَادِ أَخِيهِ الْحَسَنِ ثَلَاثَةٌ: عَبْدُ اللَّهِ، وَالْقَاسِمُ، وَأَبُو بَكْرٍ بَنُو الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ. رَحِمَهُمُ اللَّهُ وَأَكْرَمَهُمْ.

        وروى الإمام أحمد في مسنده بإسناد قوي عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: « رَأَيْتُ النَّبِيَّ ﷺ، فِيمَا يَرَى النَّائِمُ بِنِصْفِ النَّهَارِ وَهُوَ قَائِمٌ أَشْعَثَ أَغْبَرَ، بِيَدِهِ قَارُورَةٌ فِيهَا دَمٌ، فَقُلْتُ: بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللهِ، مَا هَذَا؟ قَالَ: هَذَا دَمُ الْحُسَيْنِ وَأَصْحَابِهِ، لَمْ أَزَلْ أَلْتَقِطُهُ مُنْذُ الْيَوْمِ»، قَالَ عَمَّارٌ:« فَأَحْصَيْنَا ذَلِكَ الْيَوْمَ فَوَجَدُوهُ قُتِلَ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ ».

        وَرَوَى التِّرْمِذِيُّ بسنده إلى سَلْمَى، قَالَتْ: دَخَلْتُ عَلَى أُمِّ سَلَمَةَ، وَهِيَ تَبْكِي، فَقُلْتُ: مَا يُبْكِيكِ؟ قَالَتْ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ ﷺ، تَعْنِي فِي الْمَنَامِ، وَعَلَى رَأْسِهِ وَلِحْيَتِهِ التُّرَابُ، فَقُلْتُ: مَا لَكَ يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: (شَهِدْتُ قَتْلَ الحُسَيْنِ آنِفًا.)

      وروى الحافظ ابن عساكر عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ قَالَ: إِنَّا لَعِنْدَ أُمِّ سَلَمَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ ﷺ، فَسَمِعْنَا صَارِخَةً، فَأَقْبَلَتْ حَتَّى انْتَهَتْ إِلَى أُمِّ سَلَمَةَ، فَقَالَتْ: قُتِلَ الْحُسَيْنُ. فَقَالَتْ: قَدْ فَعَلُوهَا، مَلَأَ اللَّهُ قُبُورَهُمْ – أَوْ بُيُوتَهُمْ – عَلَيْهِمْ نَارًا. وَوَقَعَتْ مَغْشِيًّا عَلَيْهَا، وَقُمْنَا.

      وانتقم الله تعالى ممن قتله، فَإِنَّهُ قَلَّ مَنْ نَجَا مِنْهُمْ فِي الدُّنْيَا إِلَّا أُصِيبَ بِمَرَضٍ، وَأَكْثَرُهُمْ أَصَابَهُ الْجُنُونُ، مع ما أعد الله لهم من العذاب في الآخرة.

       ونتذكر في هذه المصيبة ما رواه الإمام أحمد بإسناده عَنْ فَاطِمَةَ ابْنَةِ الْحُسَيْنِ، عَنْ أَبِيهَا الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: « مَا مِنْ مُسْلِمٍ، وَلا مُسْلِمَةٍ يُصَابُ بِمُصِيبَةٍ، فَيَذْكُرُهَا وَإِنْ طَالَ عَهْدُهَا فَيُحْدِثُ لِذَلِكَ اسْتِرْجَاعًا، (إنا لله وإنا إليه راجعون) إِلا جَدَّدَ اللهُ لَهُ عِنْدَ ذَلِكَ، فَأَعْطَاهُ مِثْلَ أَجْرِهَا يَوْمَ أُصِيبَ بِهَا » وأخرجه ابن ماجه، وأبو يعلى، وابن حبان وغيرهم. نسأل الله تعالى أن يجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه.

                                                                                                                                                         هذا وأستغفر الله لي ولكم.

     فائدة: فقد نص علماء المذاهب الأربعة على أنه يُسْتَحَبُّ فِي يوم عاشوراء وليلتِه التَّوْسِعَةُ عَلَى الْعِيَالِ وَالْأَقَارِبِ، مِنْ غَيْرِ إِسْرَافٍ وَلَا مُرَاءاةٍ وَلَا مُمَارَاةٍ، وَالتَّصَدُّقُ عَلَى الْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ مِنْ غَيْرِ تَكَلُّفٍ، فَإِنْ لَمْ يَجِدْ شَيْئًا فَلْيُوَسِّعْ خُلُقَهُ وَيَكُفَّ عَنْ ظُلْمِهِ.

       لـما ورد عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ وَسَّعَ عَلَى أَهْلِهِ يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَسَّعَ اللهُ عَلَيْهِ سَائِرَ سَنَتِهِ» وفي لفظ: «مِنْ وَسَّعَ عَلَى عِيَالِهِ»، أخرجه ابن أبي الدنيا في النفقة على العيال، والطبراني في المعجم الكبير، والبيهقي في شعب الإيمان.

       قال جابر رضي الله عنه: «جربناه فوجدناه كذلك»، وقال أبو الزبير مثله، وقال شعبة مثله. وقَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: قَدْ جَرَّبْنَاهُ مُنْذُ خَمْسِينَ سَنَةً أَوْ سِتِّينَ فَمَا رَأَيْنَا إلَّا خَيْرًا.

< Previous Post

خطبة الجمعة | الهجرة من مكة إلى المدينة المشرفة

Next Post >

اللهُ مُتَفَضِّلٌ على عبادِه وليس واجبًا عليه شىء

Darulfatwa

40 Hector Street,
Chester Hill NSW 2162

P: +612 9793 3330
F: +612 9793 3103
info@darulfatwa.org.au

Darulfatwa World Map