اعلم أن المسلمين اتفقوا على أن الله تعالى لا يحلُّ في مكان، ولا يحويه مكان ولا يسكن السماء ولا يسكن العرش، لأن الله تعالى موجود قبل العرش وقبل السماء وقبل المكان، ويستحيل على الله التغيّر من حال إلى حال ومن صفة إلى صفة أخرى، فهو تبارك وتعالى كان موجودًا في الأزل بلا مكان، وبعد أن خلق المكان لا يزال موجودًا بلا مكان.
الله تعالى غني عن العالمين أي مستغن عن كل ماسواه أزلًا وأبدًا فلا يحتاج إلى مكان يقوم به أو شئ يحل به أو إلى جهة.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:” كان الله ولم يكن شئ غيره” وقال الإمام علي رضي الله عنه:” كان الله ولا مكان وهو الآن على ماعليه كان“.
فكما صح وجود الله تعالى بلا مكان وجهة قبل الأماكن والجهات فكذلك يصح وجوده بعد خلق الأماكن بلا جهة ولا مكان وهذا لا يكون نفيًا لوجوده تعالى.
وحكم من يقول: إن الله تعالى في كل مكان أو في جميع الأماكن أنه ارتد عن الإسلام إذا كان يفهم من هذه العبارة أن الله تعالى بذاته منبث أو حال في الأماكن أما إذا كان يفهم من هذه العبارة أنه تعالى مسيطر على كل شئ وعالم بكل شئ فلا يحكم عليه بالردة، لكن يجب النهي عنهما في كل حال.