س: لو تحدثونا عن فضل الاستيقاظ باكرا ؟

الجواب:

اعلَم رحمَك اللهُ أنّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم مَدحَ الاستيقاظَ بَاكرًا، فالتّبكِير لِطَلبِ الحاجاتِ المهمّةِ مَطلُوبٌ، التّبكِيرُ ورَد فيه حديثٌ: “بُورِكَ لأُمَّتي في بُكُورِهَا ” رواه الطّبراني من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.

الاستيقاظُ باكرًا يُساعِدُ على الدِّين وعلى الدُّنيا. أَمرُ مَدْحِ الاستيقاظِ باكرًا مَعلومٌ منَ الدّينِ بالضّرورة.

النّومُ بعدَ الفَجر مَذمُومٌ إلا أن يكونَ الشخصُ به حاجةٌ إلى ذلكَ، الأحسنُ الاستيقاظُ قبلَ الفَجر هذا الذي يَعرِفُه المسلمونَ القدماءُ أيّامَ الرّسولِ وما بعدَ ذلكَ إلى اليوم،الاستيقاظُ باكرًا فيه خيرٌ كثيرٌ، أداءُ الصّلاةِ أوّلَ وقتِها والدّعاءُ والذِّكرُ وغيرُ ذلكَ، الذي يَبقَى في المكانِ الذي صلَّى فيه الصُّبحَ ثم ينتَظرُ حتى تطلُعَ الشّمسُ وتَرتفِعَ قَدرَ سَبعَةِ أَذرُع أي بعدَ نحوِ ثلُثِ ساعةٍ ويُصلّي ركعتَينِ قبلَ أن يُفارِقَ مَكانَه له أَجرُ حَجّةٍ وعمرة، أي أجرُه يُشبِه أجرَ الحجّ والعمرةِ النّافلة،هذا الفَضلُ العظيم يحصُلُ بتَركِ النّوم بعد الفجر إلى طُلوعِ الشّمس،أما الذي له عُذرٌ فهوَ لهُ عُذرُه.

عاداتُ المسلمينَ منذُ سِتّينَ سنةً تغيَّرَت كثيرًا.

عن أبي أمامة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كانَ يقول:“مَنْ صَلّى الصُّبحَ في مَسجدِ جمَاعَةٍ ثمّ مَكَثَ يُسبّحُ تَسبِيحَةَ الضُّحَى كانَ لهُ كأجرِ حَاجٍّ ومُعتَمِر تامٍّ له حَجُّه وعُمرَتُه” رواه الطبراني.

من عاداتِ المسلمينَ الأولى التي فيها خيرٌ كثيرٌ التّبكيرُ بالنّوم بعدَ صلاةِ العشاء، هذا الأمرُ يحبُّه الله.

بعدَ صلاةِ العشاء ينبغي أن لا يتَكلَّم الإنسانُ إلا بخير ثم ينامُ ثم يقومُ بعدَ نِصفِ الليلِ ليَتهَجّدَ ويُصلّيَ قيامَ الليل،النّومُ اليومَ عندَ كثيرٍ منَ النّاس صارَ بعدَ نِصف الليل.

الرسولُ كان ينَامُ قَبلَ نِصفِ الليلِ ثم لما يصِيرُ نِصفُ الليلِ يقومُ فيُصَلّي ما كتَبَ اللهُ لهُ ثم ينَامُ ثم يقومُ يُصَلّي ما كتَبَ اللهُ لهُ ثم ينَامُ فيُوقِظُه أذانُ الفَجر فيُصَلّي ولا يَنامُ بعدَ الفَجر.هذا الأمرُ المستحسَنُ في الإسلامِ أمّا تأخيرُ النّوم إلى نصفِ الليلِ بغَير عُذرٍ قَبِيحٌ لأنّه يُفَوّتُ على نفسِه خَيراتٍ كَثيرَةً.

في ءاخرِ الليل تَرِقُّ القلُوبُ.إذا إنسانٌ تَوضّأ بعدَ نصفِ الليلِ وصَلّى ركعَتَينِ أو أكثرَ يجِدُ نَفَحاتِ خَيرٍ لأنّ القُلوبَ تَرِقّ ذلكَ الوقتَ، ثم الملائكةُ ملائكةُ النّهارِ عندَ الفجرِ يَنـزِلُونَ ويبقَونَ مع الشخصِ إلى العَصرِ ثم ملائكةُ الليلِ يَنـزِلُونَ عندَ العَصرِ يَبقَونَ مَعه إلى الفَجر.تأخيرُ العِشاءِ إلى مَا بعدَ نِصفِ اللّيلِ جائزٌ لكنّ الأفضلَ أن تُصلَّى العشاءُ أوّل دخولِ الوقتِ ثمّ إنْ كانَ لهُ مُهِمّاتٌ دِينيّةٌ أو مهِمّاتٌ مَعيشِيّةٌ يقضِيْها ثم يَنامُ قبلَ نِصفِ الليلِ هذا مطلوبٌ،اليومَ تَغيّرتِ العاداتُ إلى غيرِ العَاداتِ الإسلاميةِ.

      

< Previous Post

فضل من زرع زرعا وغرس غرسا

Next Post >

المؤذنون

Darulfatwa

40 Hector Street,
Chester Hill NSW 2162

P: +612 9793 3330
F: +612 9793 3103
info@darulfatwa.org.au

Darulfatwa World Map